زار وزير البيئة فادي جريصاتي خيمة حملة تنظيف بحيرة عيون السمك في عكار، وعقد اجتماعا مع ناشطي “تجمع عكار الوطني” وناشطي “المنية منا مزبلة”، واطلع منهم على الخطة التي أعدوها، وعلى “الجهود الكبيرة التي بذلت، وطريقة تنظيف البحيرة من النفايات”. وتفقد جريصاتي بعدها جسر السد، وعاين السواتر الحديدية ومواقع تجميع النفايات التي جرى إخراجها، من داخل البحيرة، تمهيدا لنقلها إلى مكان آخر.
ثم صعد جريصاتي على متن أحد المراكب، وجال في البحيرة، وعاين طريقة عمل الناشطين الذين أعادوا الحياة إليها.
وأعرب عن سعادته بـ”هذه المشاهد الرائعة”، متوجها بـ”خالص الشكر والتقدير والامتنان لناشطي تجمع عكار الوطني، واتحاد شباب الضنية، وحملة “المنية منا مزبلة”، ولكل من ساهم وساعد في إنجاح هذا الحملة، والعمل البيئي المميز الذي يحمي المنطقة”.
وقال: “لا يسعني إلا أن أنحني أمام هذه الجهود الجبارة، التي أعادت إلى بحيرة عيون السمك الحياة من جديد، أشكركم باسمي واسم كل العاملين في وزارة البيئة، التي نعمل على رأسها، لحماية طبيعة لبنان والمحافظة على بيئته نظيفة خالية من التلوث”.
وأضاف: “حتى نحمي هذه البحيرة من التلوث، علينا أن نجد مكانا لجمع النفايات من المناطق التي تعاني اليوم من هذه الأزمة، ونحن في وزارة البيئة، ورغم كل الصعاب والعقبات، التي تواجهنا من قبل الأهالي، نسعى جاهدين إلى إيجاد حل لمشكلة النفايات، ومكان يمكننا من خلاله تجميع هذه النفايات ومعالجتها بالطرق الصحيحة والسليمة، كي نمنع أي اعتداء على الثروات المائية والطبيعية، واتخاذ التدابير القانونية اللازمة بحق المعتدين”.
وتابع: “مشكلة التلوث في عيون السمك لا تقتصر على النفايات الصلبة فقط، بل هناك مشكلة أخرى أشد خطرا وتلويثا للمياه والثروات المائية والطبيعة، وهي مجارير الصرف الصحي، التي يجب أن نجد لها حلا نهائيا، بالتنسيق مع الوزارات المعنية، واتحادات بلديات المنطقة”، واعدا بأنه سيعمل على هذا الأمر “لإيجاد الحل خلال الفترة المقبلة، كي نعيد لهذه المنطقة حقها بالسياحة، ونخلق فرص العمل لأبنائها”.
ودعا أهالي المنطقة والناشطين إلى “عدم اليأس والمثابرة في أعمالهم لحمايتها، لأن هذه البقعة هي قطعة من الجنة، وتستحق كل اهتمام ودعم من أبنائها ومن الدولة”، وقال: “يجب إيجاد حل نهائي لمشكلة النفايات، وتفعيل معامل الفرز، وهناك عدد من الاقتراحات لإقامة معامل فرز في الضنية وزغرتا وبشري والكورة وأميون وغيرها، وهناك حلول نعمل عليها جاهدين، وتحتاج إلى تسعة أشهر كي تظهر نتائجها، وبذلك نكون قد وضعنا حلا نهائيا لمشكلة النفايات”.
وتسلم جريصاتي من ناشطي “تجمع عكار الوطني” المرحلة الأولى التي تضمنت تنظيف المساحة الأمامية للبحيرة، وهي الجزء الأكبر منها، إضافة إلى وعد بمواصلة العمل وتنظيف الجزء الخلفي الصغير المتبقي من البحيرة، الذي يحتاج إلى معدات كبيرة وأدوات متطورة.
وأوضح أن “عدد الموظفين في وزارة البيئة لا يتعدى 100 موظف، وأن الموازنة العامة لها لا تتعدى 6 مليون دولار، وهي موازنة بسيطة، لكن هناك دولا تساعدنا وجمعيات تتعاون، ولديها الرغبة الكاملة للعمل معنا، وطالما أن هنالك أبطالا أمثالكم متطوعين لخدمة مجتمعهم”، واعدا بإياهم بأنه سيسعى بكل قوة إلى “تأمين الدعم اللازم لكم، بهدف تفعيل العمل في البحيرة، وفي كل مكان تتواجدون فيه لخدمة مجتمعكم”.
وختم: “سوف أكون معكم وإلى جانبكم في المرحلة التالية، والأهم أن نعمل سويا لعدم عودة النفايات مجددا إلى داخل البحيرة، كي لا يضيع تعبكم وجهدكم، الذي تشكرون عليه من القلب”.