حذر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من أن “هناك خطرين داهمين على لبنان في الوقت الحاضر، الأول أمني – عسكري – استراتيجي، باعتبار ان لبنان حاليا هو كحافلة دون سائق، من يقودها هو غير الجالس خلف المقود، ولا نعرف الى أين سيوصلنا. فقرار السلم والحرب بيد “حزب الله” كليا، على أمل ألا يجرنا الحزب الى حرب في المنطقة مع كل تبعاتها الدراماتيكية للأسف. أما الخطر الثاني فهو مالي – اقتصادي جدي للغاية، فالدولة مديونة بأكثر من 94 مليارا، والنمو يقارب الصفر في المئة في السنوات الأخيرة، كما ان مداخيل الدولة تتناقص بينما مصاريفها إلى ازدياد”.
وقال: “على سبيل المثال لا الحصر، تم توظيف 5300 موظف غير قانوني، واكتشفت لجنة المال والموازنة هذا الأمر ووثقته، عدا عن المعابر غير الشرعية التي لا يتم إقفالها لأن هناك بعض المستفيدين منها، والبعض لا يريد هيئة ناظمة للاتصالات، وبالتالي مع هكذا نفسية لن نخرج من الأزمة التي نحن فيها، لذا كنا ضد الموازنة الحالية لأنها لا تخرج البلد من أزمته”.
ورأى أن “هناك مواجهة كبيرة في المنطقة بين أميركا وحلفائها من جهة وايران وحلفائها من جهة أخرى، تجلت بالعقوبات الاقتصادية الأخيرة التي ليس من الظاهر أنها ستعطي نتيجة، فهل أميركا وحلفاؤها مستعدون للذهاب أبعد من ذلك؟ كل الدلائل تشير عكس ذلك، ما يعني أن إيران ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وبالتالي هناك علامة استفهام كبيرة حول الوضع في الشرق الأوسط انطلاقا من هذا الواقع”.
كلام جعجع جاء خلال كلمة ألقاها أمام القواتيين المشاركين في المؤتمر الثالث والعشرين ل”القوات اللبنانية” في أميركا الشمالية، في حضور النائبة ستريدا جعجع، أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” فادي كرم، النائب السابق طوني بو خاطر، النائب السابق جوزيف المعلوف، الأمين المساعد لشؤون الانتشار مارون السويدي، رئيس منسقية كندا ميشال القاصوف، رئيس منسقية الولايات المتحدة الاميركية ماجد ضاهر، وحشد من القواتيين من الولايات الأميركية والمقاطعات الكندية.
وقال: “كنت أحلم بهذه اللحظة منذ 15 عاما، بعد ان كنا نتواصل عبر الهاتف أو عبر الصوت والصورة، وها نحن اليوم نلتقي وجها لوجه”.
وإذ نوه ب”التنظيم المميز الذي يقوم به الرفاق في أميركا الشمالية”، هنأ القواتيين بجهودهم لتنظيم هذا المؤتمر للعام الثالث والعشرين على التوالي.
وبعد الترحيب بالنواب السابقين الموجودين في المؤتمر، حيا جعجع وشكر الأمين المساعد السابق لشؤون الانتشار انطوان البارد، منوها بنشاط الخلف حامل المشعل الرفيق مارون سويدي وجهوده. واعتبر أن “عمر القوات هو 35 عاما ولكن بالفعل القوات عمرها 1500 عام منذ أن تواجد جدودنا وآباؤنا في هذه الأرض، فمسار القوات هو مسار الحرية والسيادة والاستقلال الفعليين”، مشددا على أن “مهمة القوات اليوم هي النضال من أجل عودة الاستقامة الى الدولة”.
وتطرق الى الوضع الحزبي الداخلي للقوات، وأشار الى أن “رؤساء المراكز استقالوا وانتخب نصفهم حتى الآن، وفي بعض الأوقات تم التوافق على إسم معين، بخلاف ما يعتقد البعض بأن التوافق على اسم ما هو نوع من أنواع الديموقراطية التوافقية بل هو من أسمى انواع الديموقراطية”.
واختتم اللقاء بحلقة أسئلة وأجوبة بين القواتيين ورئيس الحزب.