أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ان “الحلّ الجذري الفعلي والوحيد يكون بأن تقوم الأكثرية الوزارية الحالية بالاستقالة والنزول عن ظهر الأزمة واللبنانيين، وقال: “نريد حكومة مختلفة وهنا لا أقصد حكومة تكنوقراط بالمعنى التقني بقدر ما أقول اننا نريد حكومة مختلفة بأوجه مختلفة، تعالج الوضع بمقاربات مختلفة لنصل الى نتائج مختلفة”.
وجدد جعجع التأكيد “أن أمامنا تحديين في لبنان في الوقت الراهن، الأول على المستوى الاستراتيجي حيث ان المسؤولين الكبار تنازلوا عن القرار الاستراتيجي الأمني والعسكري ولم يعد داخل المؤسسات الدستورية”، مستذكراً “حرب تموز 2006 كيف نام اللبنانيون على شيء واستفاقوا في اليوم التالي على حرب، ولكن حينها قام الرئيس فؤاد السنيورة بالتصريح بأنه لم يكن يعلم بما حصل وبأنه غير موافق عليه وفعل ما يمكن فعله لتدارك النتائج السلبية عن اللبنانيين، بينما نحن في الوقت الحاضر ممكن وفي أي لحظة من اللحظات أن يُزج بنا في حرب، ولكن المشكلة ان المسؤولين ما عادوا يملكون القرار بل بات في مكان آخر، اذ بإمكان حزب الله ان يخوض حرباً في المنطقة لا علاقة للبنانيين بها وليست من مصلحتهم. وهذه من اكبر التحديات التي نواجهها حالياً، ومن هنا نأمل ان تمر احداث المنطقة بخير دون تصعيد لنُجنب اللبنانيين هذا الخطر”.
ودعا جعجع، خلال العشاء السنوي للقوات اللبنانية في مقاطعة أميركا الشمالية، الذي أقيم في فندق الشيراتون في مدينة لافال الكندية، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى التصرف “اذ عليهما طرح الموضوع مع حزب الله كموقف، فليقولا لحزب الله بأنه اذا كان فعلاً حزباً لبنانياً، لا يحق له زج الشعب اللبناني في مخاطر لا يريدها، فقرار السلم والحرب هو بيد السلطة الاجرائية والحكومة مجتمعةً، وهذا الأمر لم يحصل حتى الآن للأسف”.
ورأى أن “الخطر الثاني الذي يتهدد لبنان هو الخطر المالي الاقتصادي، فالوضع وصل الى درك غير مسبوق حتى في أيام الحرب. نحن في وضع معيشي لا نُحسد عليه أبداً. ولكن الحلول موجودة، لا تنقصنا الدراسات والتحاليل، فالمشكلة ليست على المستوى التقني إنما على المستوى السياسي. فالأزمة بدأت منذ عشرات السنوات وقد استشرفها الخبراء الاقتصاديون. فهذا الطقم السياسي الموجود منذ ذلك الحين وهذه الأكثرية الوزارية لم تستطع تدارك تدهور الوضع، فهل يُعقل أن تخرجه هي نفسها من هذا الوضع؟ فالأمر ليس “داوني بالتي كانت هي الداء”، فمن أوصلوا الوضع الاقتصادي الى هنا من خلال طريقة تعاطيهم لا زالوا في السلطة، فكيف سينقذون الوضع الآن؟”.
وتابع:” البعض قد يسأل: كيف ذلك؟ كيف نأتي بحكومة مختلفة؟ والجواب هو ان القصة هي مسألة إرادة سياسية، فهناك مثال أمامهم هو وزراء القوات اللبنانية، فليأتوا بوزراء على شاكلة وزراء القوات أياً كان انتماؤهم، فنحن اليوم حين ننتقد الكهرباء ليس لأن وزارة الطاقة مع التيار الوطني الحر بل لأنه لا يوجد كهرباء، وحين ننتقد الاتصالات ليس لأنها مع تيار المستقبل بل لأن وضعها كما نراه، وبالتالي الحلّ يكون بحكومة مختلفة مؤلفة من أشخاص لديهم المعرفة والتجربة، وناجحين في أعمالهم وكفهم نظيف ومستقيمين، والأهم أن ندعهم يعملون”.
واذ شدد على “اننا سنستمر بنضالنا من المواقع التي نحن فيها”، انتقد جعجع “بعض المعقّدين الذين يدعوننا للإنضمام الى المعارضة، وهنا أقول لهم: ماذا تفعلون أنتم في المعارضة؟ كي نصبح اثنان لا يفعلان شيئاً. نحن متمسكون بمواقعنا في السلطة ليس تمسُكاً بها بل لأننا قادرون ان نكون فاعلين ومؤثرين وان نعطي نتائج أفضل لبلادنا على قدر حجمنا في الوقت الحاضر”.
وأوضح جعجع موقف القوات اللبنانية من الموازنة قائلاً:” نحن لسنا ضد الموازنات، لا بل على الأقل ان موازنة هذا العام يُعمل عليها في وقتها بالرغم من كل الضغوطات، ولكن لا يمكننا أن نسير بموازنة عادية في وضع غير عادي لأن وضعاً استثنائياً يحتاج موازنة استثنائية، فالأكثرية الوزارية حتى اللحظة ترفض السير بإصلاحات جديّة، فنحن موقفنا من الموازنة متعلق بالإصلاحات التي حضرنا ورقة من 30 بنداً إصلاحياً للخروج من الأزمة،. لدينا سلسلة اصلاحات لإقرار هذه الموازنة، فإذا كانت الحكومة ترفض السير بها فهذا يعني انها غير جدية لإصلاح الوضع. وموقفنا واضح اذا حصلت الاصلاحات نسير بالموازنة وان لم تحصل فليوفقهم الله بالموازنة التي يعملون عليها”.
وختم جعجع:” أنا حزين على الوضع الذي وصل إليه بلدنا، ولكن الحزن لا يُفيد، فما يجب ان نقوم به ولاسيما في الأوقات الصعبة هو العمل أكثر وان نزيد إيماننا، فلبنان بلدنا وهذا لا يعني أنه حين يمرض نتركه على قارعة الطريق بل هو بحاجة لنا الآن أكثر من أي وقت مضى، وأنا أعدكم كقوات لبنانية أن نعمل بما لدينا من وزراء ونواب وان نستمر بالنضال حتى آخر لحظة، وكلّي إيمان أنه “اذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر”، ان نضالنا مستمر لنصل الى البلد الذي نحلم به.