أكد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني أن “الإصلاحات الملحّة والمطلوبة ليست “تصليحات” أو “ترقيعات” أو زيادة ضرائب على الناس بل أعمال فعلية فورية على الدولة القيام بها لاستعادة كسب ثقة الناس”.
وشدد، خلال مشاركته أبناء رعية الشويفات للروم الأرثوذكس في القداس الإلهي في كنيسة مار ميخائيل المدبر، على أن “المطلوب استقامة العمل بالدولة قبل الطلب من المواطن التضحية أكثر عبر استمرار ثقته بالسوق المالي في لبنان والقطاع المصرفي أو عبر تسديده ضرائب إضافية أو وغيره”، مضيفًا: “لا يمكن أن نطلب من المواطن دفع المزيد من الضرائب والرسوم قبل حل مشكلة الهدر بميارات الدولارات أكان في الجمارك أو المعابر الشرعية وغير الشرعية أو المؤسسات العامة أو غيرها”.
وتوقف حاصباني عند ما نشاهده في البلد من قبل بعضهم من تصرفات وتذاكٍ وسباقات للاستقطاب الشعبي وتقوية المواقع في السلطة والاطاحة بالغير، فاعتبر أن “كل هذه التنافسات مشروعة طالما هي في إطارها الديمقراطي الطبيعي الشريف، ولكن حين تصبح غير مشروعة حين تكون مهددة لكيان البلاد واستقرارها وحين تكون مبنية على منافسات شخصية وسلطوية هدامة”.
وافت إلى أن “الوضع في البلاد لا يحتمل التذاكي على بعضنا البعض، وقال: “هناك من يتذاكى كي يستمر بالاستفادة الشخصية من الفوضى ومن الخلافات ما بين الأخرين. لبنان لا يستطيع أن يستمر باعتماد النهج نفسه الذي كان سائدا في السابق حين كانت هناك بحبوحة وأموال تدخل إلى لبنان وتعوض عن الهدر. اليوم لم يعد هذا الواقع قائما ولا أحد مستعد أن يساعد لبنان إن لم يساعد هو نفسه”.
وشكر كاهن الرعية على “الدور الذي يقوم به ليعزز صلة المؤمنين بكنيسته وعلى الرابط بين الايمان والفعل الذي يجسده بأعمال”، مضيفًا: “نحن في هذه الدنيا لخدمة بعضنا البعض وهذا أساس الإنسانية. جميعنا يدرك أننا نمر بظروف صعبة وأنا أزور الكنيسة التي شيّدت منذ أكثر من 170 عامًا كنت أفكر بتاريخ لبنان وما مر عليه وعلى هذه المنطقة بالتحديد من مصاعب ومشاكل كبيرة ولكنها بقيت نموذجًا للتعايش الإنساني والوجداني”.
وتوجه إلى الحاضرين بالقول: “لبنان بطبيعته وجغرافيته وتركيبته مجبول بالتحديات. تركتم منطقتكم واليوم تعودون إليها بسلام وألفة ومحبة وأتمنى عليكم ألا تسمحوا لأي خطاب أو انتماء أن يعيد إلى قلوبكم الحقد والغضب، وحدها المحبة والتعاون والتسامح والانفتاح تسمح للبشرية أن تستمر ولبلد كلبنان أن يستقر وينمو ويزدهر. من أهم الأمور كي يحافظ لبنان على هويته أن تتمسكوا بجذوركم وأرضكم”.
وختم: “الإنسان المتمسك بالأرض لا قوة تهزه. أنتم تعودون إلى أرضكم بمحبة ووفاق ومصالحة مع الذات أولًا وانفتاح على الأخر وتسامح، هذه هي الأرثوذكسية هذه هي استقامة الرأي وهذا هو الوجدان الأرثوذكسي. لا خوف على جذورنا إذا كانت المحبة مستمرة والاستقامة بالفعل والقول قائمة”.
كما اجتمع حاصباني بالقواتيين والمناصرين في دارة عضو المجلس المركزي في حزب “القوات اللبنانية” المهندس فارس طراد بحضور النائب أنيس نصار ممثلًا بالأستاذ جوزيف الشرتوني ومساعد منسق منطقة عاليه في “القوات” المهندس إيلي زخور.