«وقت يلّي عم ننام جوعانين، قاعدين بقصور… وقت ما عم نقدر نفوت على المستشفى، بيتحكموا برّا… وقت ما عم نقدر نعلّم ولادنا، فاتحين أغلى جامعة بطرابلس… يا أغنى رجّال بطرابلس، حط ملياراتك بطرابلس خلّي الشعب يعيش… بدال القصر البلدي، عمول مشروع لشباب طرابلس والمينا… انتخبناكم لتعملو مشاريع بطرابلس مش تتسرقونا». هذه العبارات صرخ بها شبابٌ طرابلسيون ليلة أمس، أمام قصر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في الميناء. قبل أسبوع، تظاهر طرابلسيون غاضبون في ساحة عبد الحميد كرامي، ومزّقوا صور الرئيس سعد الحريري ووالده الرئيس الراحل رفيق الحريري وابن عمته الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري. وفي الوقت عينه، تظاهرت مجموعة أمام قصر ميقاتي. أمّا أمس، فاقتصر الغضب على الثاني. وبحسب مصادر متنوعة من طرابلس، فإنّ عدد المتظاهرين امس تراوح بين الـ70 والـ150 شخصاً.
«قائد» مسيرة الاحتجاج يُدعى أحمد باكيش، سبق أن اعتقلته استخبارات الجيش بتهمة الإساءة إلى رئيس الجمهورية. حاولت «الأخبار» التواصل مع باكيش، إلا أنّ هاتفه كان مُقفلاً. ولكن، تقول المصادر السياسية في طرابلس إنّ «باكيش بدّل انتماءاته السياسية مرّات عديدة، وهذا أساس لفهم توجهه ضدّ ميقاتي حالياً، إلا أنّ ذلك لا ينسحب على الناس الذين شاركوا في التحرّك». وبصرف النظر عن أحقيّة الشعارات المرفوعة، تتفق المصادر المتنوعة على أنّ ما حصل أمس «غير بريء وتُحرّكه أجهزة أمنية». بالمناسبة، هذه الحجة تبدو لازمة تتكرّر في كلّ المناسبات الطرابلسية: انتخابات، احتجاجات، تحركات… لا تفصل المصادر ما حصل عن التطورات السياسية الأخيرة ضدّ ميقاتي، «بدءاً من الأخبار عن ملاحقته قضائياً، وشقيقه طه، في سوريا لاسترجاع أموال، وصولاً إلى تأليب الشارع الطرابلسي ضدّه».
في المقابل، قال ميقاتي في تغريدة على موقع «تويتر» إن «من يعتقد أن تحركات مفتعلة، معروف من ينفذها بواسطة الأجهزة، يمكنها التغطية على التعدي على الدستور والفضائح وسوء الأداء على كل المستويات… واهم». وأكد ميقاتي أن «لا شيء يردعنا عن قول ما نؤمن به، وتوجيه الانتقاد من رأس الهرم الى أسفله، ونحن الى جانب أهلنا في السرّاء والضرّاء، بينما هم في الحالتين ضد أهلنا».