أشار وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب إلى أن “سنة التربية بالنسبة إلينا هي سنة التحديات على المستويات كافة. تحدي أنفسنا في الاستمرار بتقديم التعليم الجيد على الرغم من الصعوبات. تحدي تطوير التربية والانتقال إلى العصر الرقمي التفاعلي في ظل كل الضغوط والتراجع الاقتصادي. تحدي الانفتاح على النظم التربوية في العالم المتقدم على الرغم من الانغلاق والحروب والتوتر في المنطقة وانسداد الأفق”.
وأضاف، خلال إطلاقه والسفير البريطاني كريس رامبلينغ حملة “العام 2020 للتعليم” بين المملكة المتحدة ولبنان، خلال توقيع اتفاقية الشراكة بين المجلس الثقافي البريطاني والجامعة الأميركية في بيروت لنظام اختبار اللغة الإنكليزية الدولي “الآيلتس”: “إن الاحتفالبدعوة كريمة من سعادة سفير بريطانيا في لبنان ومن المجلس الثقافي البريطاني، داخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت، هو احتفال يحمل رمزية كبيرة، تدل على العراقة والمستوى والجودة التي نسعى إلى بلوغها في التربية بدعم من الأصدقاء المخلصين، عنيت الحكومة البريطانية والجامعة الأميركية والمؤسسات الثقافية والجامعية والتكنولوجية الراقية. إنها مناسبة للاعتزاز بهذه الصداقات وهذه العلاقات المثمرة، ومناسبة للشكر والتقدير، للجانبين البريطاني والأميركي، لاسيما وأن بريطانيا هي في مقدمة الداعمين والمانحين للبنان في ملف تعليم اللبنانيين وغير اللبنانيين. أمامنا ورشة كبيرة في تحقيق الجودة، وتعليم الجميع، وتطوير المناهج والبرامج والوسائل التربوية، وتدريب المعلمين، وتجهيز المدارس”.
وتابع: “إن الأموال المخصصة للوزارة يذهب 97 بالمئة منها معاشات ويبقى 3 بالمئة فقط، ولولا هذا الدعم من الدول المانحة والأصدقاء والمؤسسات الدولية لما كنا نستطيع أن نغطي تعليم 250 ألف طالب من النازحين السوريين لهم الحق في التعلم وحوالى 15 ألف طالب فلسطيني، واستقبلنا في المدارس الرسمية 24 ألف طالب من المدارس الخاصة. كل هذه الاعباء ما كانت لتكون لولا الدعم الذي نستفيد منه على المستويين في تعليم النازحين وفي البيئة الحاضنة التي نعمل بدعم منها لتكملة هذه الرسالة المهمة. أمامنا ورشة كبيرة في تحقيق الجودة وتعليم الجميع وتطوير البرامج والمناهج والوسائل التربوية وتدريب المعلمين وتجهيز المدارس، وكم نحن بحاجة إلى مدارس جديدة وإلى معلمين رغم قانون منع التعاقد وموازنة 2019 التي منعت التوظيف و2400 معلم في التقاعد”.
وأردف: “رغم الصورة المأساوية ستستنزف كل قوانا الفكرية والتربوية لكي نضع التربية في مقدمة الاولويات الوطنية ونعمل على تحييدها عن التدخلات السياسية والطائفية لكي نرتقي بها ونكرس المؤسسات التربوية سبيلا وحيدا لإعداد الموارد البشرية في لبنان التي ستتسلم كل المسؤوليات في المستقبل. نحن مكلفون بالسهر على تعليم الأجيال ومسؤولون عن مستقبل الوطن وملتزمون بالسؤولية. أن تكون سنة 2020 هي سنة التربية، يعني أن نستنفر كل قوانا التربوية والفكرية والثقافية والوطنية، لكي نضع التربية في مقدمة الأولويات الوطنية، ونعمل على تحييدها عن التدخلات السياسية والطائفية، لكي نرتقي بها، ونكرس المؤسسات التربوية سبيلا وحيدا لإعداد مواردنا البشرية التي سوف تتسلم كل المسؤوليات في المستقبل. نحن مكلفون بالسهر على تعليم الأجيال ونحن مسؤولون عن مستقبل الوطن، ونحن ملتزمون هذه المسؤولية بكل استعداد”.
وختم: “الاستثمار في التربية واجب وطني، والتعاون مع الجهات المانحة مسؤولية مشتركة، لكي نؤمن لكل طفل مقعدا دراسيا ولكل طالب جامعي مستوى يليق بتطور حاجات سوق العمل”.
من جهته، لفت رامبلينغ إلى أنه “لشرف كبير لنا أن نكون هنا. شكرا للجامعة الأميركية في بيروت على استضافتنا وعلى تعاونها مع المجلس الثقافي البريطاني في إطلاق اختبار الآيلتس عبر الانترنت بواسطة الكومبيوتر في بيروت. إن هذه الشراكة ليست الأولى مع هذا الصرح التعليمي العريق. ومن دواعي اعتزازي شخصيا أن المجلس الثقافي البريطاني، بما له من تاريخ ممتاز في هذا البلد، ان يشارك مع إحدى أفضل المؤسسات التعليمية في لبنان. وليس هناك من طريقة أفضل لإطلاق حملة “العام 2020 للتعليم” بين المملكة المتحدة ولبنان سوى معكم جميعا: اللبنانيون – وشركاء هذا البلد المدهش – المصممون على بناء مستقبل مشرق للبنان ولأولئك الذين يعيشون في لبنان. المملكة المتحدة فخورة بالشراكة مع بلد لا يقدر التعليم ويعززه فحسب، وانما يلتزم بشجاعة استثنائية لتوفير التعليم لجميع الأطفال في لبنان”.
وأضاف: “أربع من أفضل عشر جامعات في العالم هي بريطانية. أكثر من ثلث الفائزين بجائزة نوبل الذين درسوا في الخارج تخرجوا من جامعات المملكة المتحدة. إن اللغة الإنكليزية هي بالفعل لغة عالمية، ويتم الاعتراف بالشهادات البريطانية لجودتها وصدقيتها في جميع أنحاء العالم. وكدليل على تميزنا التعليمي، شهدت السنوات الخمس الماضية زيادة بنسبة 90 في المئة في عدد الطلاب اللبنانيين الذين درسوا في المملكة المتحدة. التعليم ليس فقط مدارس وجامعات. دعمنا يذهب أبعد من ذلك. لقد درس أكثر من 200 طالب لبناني في المملكة المتحدة من خلال برنامج منح تشيفينغ المرموقة وأصبحوا الآن جزءا من شبكة كبيرة تضم أكثر من 50000 خريج حول العالم. عندما يتعلق الأمر بدعم التدريب، فقد تدرب أكثر من 200 ضباط في الجيش اللبناني في المؤسسات العسكرية العريقة في المملكة المتحدة – بعضها من أفضل المؤسسات العسكرية في العالم”.
وختم: “تفتخر المملكة المتحدة أيضا بتدريب 11000 جندي من الجيش اللبناني إلى جانب برامج تدريب لقوات الأمن الداخلي. ونحن نواصل العمل بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم العالي لدعم جودة التعليم الرسمي وغير الرسمي الشامل لجميع الأطفال في كل لبنان”.