Site icon IMLebanon

عطاالله: عون أشرف من الشرف والعهد لن ينكسر

أشار وزير المهجرين غسان عطاالله إلى “أننا ورثنا دولة مسروقة ومفلسة وحرامية، وضعوا على الدولة 100 مليار دينا، واليوم جئنا لننظفها”، مؤكدا “أننا لن نسمح في يوم من الأيام أن تعود الناس وتضع المتاريس في وجه بعضها البعض، نحن نعمل لنقرب الناس من بعضها، وإذا تنحى السياسيون قليلا فالناس تحب بعضها أكثر”.

كلامه جاء خلال جولة له في منطقة اقليم الخروب رافقه فيها عدد من مسؤولي “التيار الوطني الحر”، واستهلها بزيارة مركز بلدية داريا، حيث التقى رئيسها كميل حسن وأعضاء المجلس البلدي، في حضور اللواء ابراهيم بصبوص وعدد من العائلات في داريا.

وقال عطاالله: “إن ما يحاول أن يأتي به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى منطقتنا، وأصبح في الشوف هو مقر الحوارات، والذي سيقام في الدامور على مساحة كبيرة، سنحاول فيه جمع أوروبا والصين وروسيا وكل حضارات العالم، في منطقة ساحل الشوف في الدامور، وهذا المشروع وافقت عليه الأمم المتحدة وسيبدأ تمويله والعمل به. وهذا الأمر يؤكد أن من كان قادرا على أن يحاور كل العالم، فليس صعبا عليه أن يحاور أهل بيته”.

وأضاف: “في ملف المهجرين، فقد خطونا الخطوة الاولى بأن أقفلنا ملف الإخلاءات في لبنان ولم يعد هناك أي منزل مصادر. وخلال 15 يوما يكون الملف منتهيا، بعدها سنعمل للأشخاص الذين لم يحصلوا على اي دفعة من وزارة المهجرين، وهم أحق من الذين قبضوا وما زال لهم دفعة ثانية او ثالثة، وقد بدأنا بجدولتهم للصندوق. كما نقوم بمسح شامل لكل الأراضي اللبنانية، وإن شاء الله سيكون لداريا حصة في هذا الجدول”.

وتابع: “لقد وعدنا الناس بأن الوزارة لن تقفل قبل أن يأخذ كل صاحب حق حقه. ونحن نعمل لإعادة درس كل الملفات حتى تلك التي ورثناها منذ العام 1993، نجدولها لتحويلها الى الدفع في صندوق المهجرين. لقد تأخرنا لأننا ورثنا 200 الف ملف واليوم قل عددها، وان شاء الله بعد اجتماع مجلس الوزراء وموافقته على الخطة سينخفض العدد أكثر واكثر، ونبدأ بالدفع للناس بشكل سريع. للمرة الاولى، سيرى الناس أن أرقام وزارة المهجرين ستنخفض، عندما استلموا قالوا لنا أنها ستكلف مليارا، فعملنا على الملفات ووصلنا إلى 400 مليون، وكل دفعة ندفعها ينخفض المبلغ إلى أن نقفل هذه الوزارة التي هي ذكرى أليمة لفترة الحرب، وجميعنا لا نريد أن نتذكر أن هناك مهجرين وأضرار حرب”.

ثم انتقل عطاالله والوفد المرافق الى بلدة شحيم، حيث عقد لقاء مع عدد من الأهالي في خلية ابي بكر الصديق، بحضور رئيس البلدية احمد فواز وأعضاء من المجلس البلدي ومخاتير وشخصيات.

وقال عطاالله: “اليوم نرى هجمة على العهد، وطبعا ليست مبنية على معلومات او ان الناس اصبحت تكتشف امورا لم تكن تستطيع ان تكتشفها. ففي العهود السابقة كان الفلتان يمكن ان يكتب عنه الفرد المجلدات، وكان الجميع يسكت ويصفق، كانت الطائرة لا تكفي لسفر الرئيس، بل كان يسافر بأكثر من طائرة، لأننا نريد ان نأتي بالهدايا معنا من الخارج، وكانت الناس تصفق ولم يعلق احد”.

وأضاف: “الرئيس عون أشرف من الشرف، هذا عهد قادم لبناء دولة ومؤسسات ويريد ان ينقلنا من مرحلة الى مرحلة افضل، لكن بالطبع هناك أناس متضررة ولا يناسبها ان يكون عندنا دولة، وهي تعودت على المزرعة. ليطمئن الجميع، سوف نبني دولة، وهذا العهد لن يسقط ولن ينكسر، وفي هذا العهد سوف تقوى الدولة ولا تضعف. أحببت اليوم ان أبدا بهذا الموضوع، فعلى الناس ان تفهم الحقيقة اكثر، ويجب ان يكون عندنا ذاكرة لثلاثين سنة مضت، نحن لا نطلب من الناس ان تتذكر ما جرى في العام 1975، فنحن من المناطق التي دفعت ثمن الحرب، وللأسف من كان يحمل السلاح في زمن الحرب ويقف على الحواجز ويذل الناس بات زعيما، فهل هذه هي الدولة التي نريدها للمستقبل؟ لا ليست هذه، هناك ابن مؤسسة وكل الناس تشهد لها بالشرف والتضحية والوفاء، وهو اليوم على رأس الدولة، وليس خريج ميليشيا ولا خريج حرب، ولا يحق لكائن من كان التطاول بحجة حرية الاعلام، فهل حرية الإعلام اهانة رئيس الجمهورية الذي هو رمز الدولة وهيبتها؟ هل هذه هي حرية الاعلام ان يخرج ولدان صغيران ويشتما رئيس الجمهورية؟ كيف تبنى الدول”؟

وتابع: “لنكن شعبا حضاريا ولا ننجر وراء الغوغائية، لن نعود الى الماضي، ولا نرضى بأن يتسلى احد بنا بالطائفية والمذهبية، نحن نريد العيش سويا، نريد بناء دولة تشبه هؤلاء الناس الطيبين الذين يعيشون مع بعضهم البعض. لقد أخبروني بأن امام مسجد داريا كان في موسم حصاد القمح يتذكر ابناء بلدة عين الحور المجاورة ويقوم بإيصال حصة البلدة من القمح إليها قبل داريا، هذا هو بلدنا وهؤلاء هم ناسنا، وليسوا من حرضوا من يحمي العذراء ومن يحمي الصليب، الله لا يريد من أحد أن يحميه، فهو حامينا جميعا”.

وأردف قائلا: “وزارة المهجرين، ملف نكمله بخمس أوراق، لكن للأسف منذ ثلاثين عاما ونحن نلعب بالناس، 2 مليار دولار على 30 سنة، وما زال لدي 200 الف ملف استلمتها. نعم هناك مشكلة، هناك أناس ظلمت وتأخرت في شحيم وغيرها، وساعة نستثني هذا وذاك، ويطل احد الوزراء وهو كان وزيرا للمهجرين ويسأل لماذا سندفع في عكار، فقلت له ان هذه ملفاتك انت تركتها ولم افتح ملفات جديدة، للأسف يفتحون الملفات في الوزارة، لماذا لم تقولوا لهم ليس لهم حق؟ ويقولون ان هناك ملفات يجب ان ندفعها، لماذا استقبلتموها بوقتها ولماذا ضحكتم على الناس واستعملتموها للانتخابات حتى يصوتوا؟ نحن نشتغل للمرة الأولى بخطة في وزارة المهجرين، واستطعنا ان نضع رقما نهائيا اذا التزمت به الدولة يمكننا ان نقفل وزارة المهجرين، وطبعا ما من احد يناسبه ان يضع خطة لوزارة المهجرين، لأن الخطة معناها ارقام والتزام ومعيار واحد. ان وزارة المهجرين بعد 30 عاما ليس من مسؤوليتها تزفيت الطرقات وتنفيذ بنى تحتية وحفر الآبار الإرتوازية والجدران واقنية المياه”.

وأشار إلى أن “عندما جئت الى الوزارة اعلنت منذ اليوم الأول انني اريد اقفال الوزارة، وان شاء الله نقفلها قبل انتهاء عمر الحكومة، لأنه ليس هكذا يتم التعامل مع الناس الذين دفعوا كلفة الحرب، هؤلاء الناس كانوا يفترض ان يتم استقبالهم والإعتذار منهم وان نقدم لهم المساعدة حتى يتمكنوا من العودة الى قراهم، لا ان نتركهم 27 عاما. نحن نعالج الملفات المتبقية في الوزارة مجددا، ولدينا ملفات ورثناها ولم نفتح ملفات جديدة، نحاول معالجة الملفات بطريقة صحيحة وعلمية بعيدا عن أي استنسابية”.

وتابع: “أنا وزير مهجرين ولكن لا سلطة لدي على صندوق المهجرين، نحن ننهي الملفات ونحولها بجداول الى صندوق المهجرين، وهو الذي يدفع المال وليس الوزارة”.

وأشار الى أن “هناك خطة موضوعة لمعالجة كل الملفات بقانون برنامج”، وقال: “نحن نعمل لنأتي بالمال، حيث لم يعد هناك من يعطينا المال كما في المراحل السابقة، بلد يصدر بـ 5 مليار ويستورد بـ 23 مليارا، طبعا سيتسبب ذلك بأزمة دولار، فهذا نتيجة تعاقب سياسات عمرها عشرات السنين”.

المحطة الثالثة لوزير المهجرين كانت في بلدة مزبود، حيث عقد لقاء مع عدد من الاهالي في منزل مسؤول “التيار الوطني الحر” في مزبود أنور شحادة، حضره رئيس البلدية السابق فادي شحادة ومختارا البلدة محمد خضر سيف الدين ومحمد شبلي يونس والسفير نزيه عاشور ومختار كترمايا حاتم ملك وشبان.

وقال عطاالله: “نريد ان نبني للمستقبل، ونسلم اولادنا بلدا افضل مما استلمناه، بلد لا ديون فيه، ولا مهجرون، نحن أهل. هذا بلد كلنا عشنا فيه وقدمنا التضحيات، لذلك لن نسمح بأن يبقى بعض السماسرة وبعض زعماء الطوائف وبعض الناس الذين يعتبرون انهم يعيشون بمزرعة، انهم هم من يديرون شؤون الناس ويسيطرون عليهم. نحن قررنا بناء دولة قوية تعطي الحقوق للناس، وهذا القرار سيتحقق ولن يستطيع احد اعادتنا الى الوراء، شعبنا لا يريد العودة الى المشاهد الاليمة السابقة”.

ولفتإلى أن “لبنان من اكثر البلدان التي فيها عمالة اجنبية. نحن استضفنا النازحين السوريين على مستوى العالم كله، العالم استضاف مليوني سوري، ونحن في لبنان كذلك نستضيف مليوني سوري، لا يمكننا ان نكمل هكذا، للأسف نحن نصدر 5 مليار ونستورد 23 مليارا، ونصف البضاعة التي نستورها موجودة في لبنان”. وشدد على “اهمية وضرورة دعم وحماية الصناعة اللبنانية”.

وردا على سؤال، أجاب: “ان عداد وفد رئيس الجمهورية الى الأمم المتحدة بلغ 60 شخصا وليس 160، بينما في عهد الرئيس ميشال سليمان كان الوفد 260 شخصا. الرئيس عون وقف في الامم المتحدة وتحدث عن فلسطين، فأعاد لنا كرامتنا، رئيس الجمهورية لم يحضر العشاء مع الرئيس الاميركي، وهو لم يذهب الى السفارة حتى ينتظر من يعطيه خبرية، فشرف لنا ان يكون لنا رئيس جمهورية كهذا، وهو كرامة الدولة”.

وأضاف: “نحن ورثنا حرامية وضعوا على الدولة 100 مليار دينا، واليوم نحن ننظف الدولة، حيث ورثنا دولة مسروقة ومفلسة”.

بعد ذلك، انتقل عطا الله والوفد المرافق الى بلدة برجا، حيث زار مبنى البلدية، والتقى رئيس المجلس البلدي الدكتور ريمون حمية والأعضاء، بحضور رئيس البلدية السابق نشأت حمية والشيخ الدكتور أحمد سيف الدين والشيخ يونس الشمعة ومخاتير من البلدة.

وقد طغى على أجواء اللقاء المشكلة البيئية التي تعاني منها برجا، وموضوع مكب النفايات المقترح في موقع كسارة الجية – بعاصير من قبل الحكومة ضمن خطة معالجة أزمة النفايات.

بدوره، لفت عطا الله الى انه يتابع هذا الموضوع في مجلس الوزراء، موضحا ان “منطقة ساحل الشوف تعاني من تلوث بفعل مكبات النفايات”، مشيرا الى ان “كسارة الجية هي الكسارة الوحيدة التي تعمل في جبل لبنان، على الرغم من وجود قانون يمنع هذه الكسارات”. وسأل: “لا ندري لماذا تركت كسارة الجية تعمل”؟