Site icon IMLebanon

الأطفال والمحتوى غير اللائق على الإنترنت

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

 

مع انتشار المحتوى غير اللائق والإباحي على الإنترنت في السنوات الأخيرة، أصبح الأطفال غير قادرين على تجنبه، بحيث أنه قد يَظهر هذا المحتوى تلقائياً أثناء تصفحهم الويب.
مع انتشار الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت بشكل متزايد بين الأطفال، أصبحت المواد الإباحية في الوقت الحالي على بعد خطوة واحدة من الأطفال ومن جميع الأعمار. فأغلب الأطفال يقومون باستخدام أجهزتهم الذكية دون أي رقابة من الأهل، الأمر الذي يجعل الطفل عرضة لشتى أنواع المخاطر الإلكترونية المنتشرة على الشبكة ومنها مشاهدة محتوى غير لائق أو إباحي لا يتلائم مع عمر الطفل.

إستطلاع يسلط الضوء
أظهر استطلاع جديد أن الأطفال قد يكونون عرضة عن طريق الخطأ لمشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت. وكشف الاستطلاع الاستقصائي أن 51 ٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و13 عاماً أفادوا بأنهم شاهدوا محتوى إباحي على الإنترنت عن طريق الخطأ من خلال الإعلانات التي تظهر على الشاشة، وزاد ذلك إلى 66٪ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 سنة. وقال الأطفال الذين شاركوا في البحث انهم شعروا “بالإحباط” عندما رأوا هذا المحتوى، خاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات. من جهة أخرى، نبه الاستطلاع عن المخاوف بشأن الصور العدوانية الإباحية التي يمكن للفتيان الصغار محاولة تقليدها بعد مشاهدتها عن طريق الخطأ وعن غير قصد. وأكد الاستطلاع على ضرورة أن تكون هناك إجراءات للتحقق من العمر عبر الإنترنت، والتي ستجبر مواقع الويب الإباحية على إجراء عمليات تحقق قوية من العمر على المستخدمين. وذلك يعني أنه سيتعين على الأشخاص إثبات سنهم بطرق عدّة ، بما في ذلك استخدام نوع من البطاقات يتم الحصول عليها من المتاجر، بحيث يقوم فيها المتجر بالتحقق من عمر المستخدم من خلال بطاقة الهوية قبل تسليمه البطاقة التي تخوله تخطي إجراءات العمر على المواقع ذات المحتوى الإباحي. ويمكن لهذه الطريقة أن تؤدي إلى الحد من كمية المواد الإباحية التي يراها الأطفال عن قصد أو عن غير قصد على الشبكة.

دور الأهل
على الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه الضوابط على الإنترنت مثل التحقق من العمر، مع ذلك لا يمكن الاتكال فقط على هذه الضوابط، بل يجب أن تكون هناك ضوابطُ صارمةٌ في المنزل أيضاً ترتبط بطريقة استخدام الطفل للجهاز، ومراقبة ما يقوم به باستمرار، من ناحية التصفح والألعاب التي يمارسها. في المقابل، هناك حالات لا تُمكّن الأهل من القيام بهذا الدور لعدم إلمامهم بكيفية التعامل مع شبكة الإنترنت، وبذلك يكون الطفل متروكاً دون أي توجيه ودعم، ما يجعله عرضة للمخاطر. لذلك يجب على الأهل غير الملمّين بالتعامل مع الأجهزة الذكية وشبكة الإنترنت باللجوء إلى اختصاصيين، أو إلى الأقارب والأصدقاء الملمّين بكيفية التعامل مع الإنترنت والأجهزة المتصلة، لمساعدتهم في درء الخطر عن أطفالهم.