كتبت ماري الأشقر في “الجمهورية”:
«درهم وقاية خير من قنطار علاج» ولعلّ الاهتمام بالفم والأسنان ضروري كونها السبب المباشر لبعض الامراض. وإذا اتُّخذت الخطوات الوقائية الصحية فبإمكانك تجنّب الإصابة بالعديد من الأمراض والحدّ منها. خصوصاً عند الاطفال كونهم عرضة للتوعك الصحي أكثر من الكبار بسبب ضعف بنيتهم الجسدية.
لا يهتم الأهالي كثيراً بتأمين أفضل الاغذية لأولادهم وتوفير النظافة والتربية وفق أحدث الأساليب – لكننا نستطيع القول بأن هذه الامور وحدها غير كافية لتجنب إصابة الأطفال بالامراض وتقوية أجسامهم خلال مراحل النمو بل يجب تعويد الصغار تدريجياً على التصرف وفق الارشادات الطبية التي من شأنها حمايتهم ظرفياً ومستقبلياً.
يشدد طب الاسنان وفقاً لمجموعة من التجارب والابحاث على ضرورة علاج مشاكل الأسنان فوراً عند حصولها. ويندد الأطباء بأن الاسنان الحليبية، وان تسوّست أو نخرت، ليس ضرورياً علاجها ذلك لأنها تتساقط وتحل محلها أسنان دائمة. إلا أن الخلل في اللثة من شأنه أن يستمر، لذلك من الضروري إعطاء الاطفال مادة «الفلورايد» التي أكدت الدراسات بأنها تقوي ميناء الاسنان.
يجهل بعض الأهالي كيفية الاهتمام بأسنان أطفالهم: من ظهورها إلى الأمراض التي تصيبها وتبدلها وشروط العناية بها. كان لا بد من التحدث مع الدكتور جورج كرم الاختصاصي في جراحة الفم والاسنان حول هذا الموضوع واستيضاح النقاط الأساسية في ما يتعلق بأسنان الأولاد.
• كيف تتعرّض الاسنان للتسوس؟
تحوّل البكتيريا الموجودة في فم الطفل المواد النشوية الى أسيد يؤثر على الطبقة الخارجية للاسنان. هذه الطبقة الخارجية (أو الميناء) هي الطبقة القاسية التي تُستعمل للمضغ، وإذا نُخرت بسبب التسوس، سهل على البكتيريا تفكيك باقي الطبقات الداخلية وصولا إلى عصب الضرس لتسبب بآلام والتهابات.
• ما هي أسباب التسوّس؟
– لا يجب أن تُترك المواد النشوية لفترة طويلة في فم الطفل حتى لا تتخمّر، إذ تؤدي إلى التسوس بسبب تكاثر البكتيريا.
• ماذا يعني التخمّر؟
– الخبز ومشتقات الحبوب وجميع المواد السكرية وقنينة الحليب وخاصة عندما تترك في فم الطفل عند النوم، وهذا معروف بـ Nursing bottle delay.
• هل يجب عدم إعطاء الطفل الحلويات؟
– كلا، بل بشكل غير متواصل حتى لا تبقى في فمه لفترة طويلة. يجب عدم اعطائها قبل النوم إذ يحدث التخمير في الليل حين لا توجد أي حركة في الفم.
• كيف يمكن حماية الأسنان؟
– من الأفضل ارضاعه واعطاؤه فقط الماء عند النوم والتخفيف من أكل المواد النشوية قبل النوم والمواظبة على تنظيف أسنانه منذ الصغر، خصوصاً في المساء قبل الدخول الى السرير.
• متى يبدأ ظهور الاسنان عند الاطفال وإذا تقدم الظهور او تأخر عن الفترة الزمنية المتعارف عليها طبياً فهل يكون هناك أي تأثير؟
– عادة تظهر الاسنان من الشهر الرابع، لكن في بعض الحالات تكون مُبكرة أو متأخرة حتى سن الـ9 أو الـ10 أشهر. تعود أسباب التأخير أو الظهور المبكر للأسنان لأسباب وراثية وأحياناً عضوية، لكن ليس من تأثير مباشر على أسنان الحليب.
• كيف يتم ظهور الاسنان؟
– يبدأ ظهور الاسنان من الفك السفلي ويليه الفك العلوي وذلك ضمن فترات متناوبة.
• ما الذي يتوجب فعله عند سقوط الأسنان؟
– يبدأ سقوط الاسنان عند الـ6 سنوات تقريباً لتحل مكانه الأسنان النهائية. أمّا إذا سقط إحداها خارج الفترة الزمنية المحددة نتيجة تسوس أو حادث، فمن الأفضل وضع جهاز خاص يمنع تقارب الاسنان المحيطة ويحفظ المكان للسن أو الضرس الذي سيظهر لاحقاً.
• هل هناك طريقة معينة لتنظيف أسنان الاطفال؟
– هناك طريقة معتمدة لتنظيف الأسنان يتعلمها الطفل عند بلوغه الثالثة من عمره في عيادة طبيب الاسنان ويتمرّن عليها يومياً حتى تصبح عادة.
• لماذا يتبدّل لون أسنان بعض الاطفال؟
– للأسنان ألوان عدّة لكنها جميعها متقاربة عندما تكون سليمة. وقد يتبدل لون السن نتيجة مرض يصيب ميناء السن فيزيلها Mylolyse ليظهر لون المادة العاجية Dentine والتي تتميز بلون الصفار. وقد ينتج التلوين ايضاً عن تناول الأم الحامل لبعض المضادات الحيوية خلال فترة حملها، أو نتيجة أعراض وراثية أو بسبب طبيعة تكوين الجنين.
عادة ما تظهر مادة الـ Blaque الصفراء، خلال تبديل الأسنان، فتغطي جزءًا من الأسنان وتتراكم بسبب عدم قدرة الطفل على تنظيف فمه بالفرشاة جيداً نظراً لانزعاجه منها حين تمسّ لثّته الحساسة في هذه الفترة.