Site icon IMLebanon

بوتين في زيارة تاريخية للمملكة: اتفاقات تجارية وملفات سياسية-استراتيجية

في زيارة تاريخية هي الاولى الى السعودية منذ شباط 2007، يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين المقبل، الى المملكة، حيث يستقبله العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان (على ان ينتقل في اليوم التالي الى الامارات). وفي وقت تحتل العلاقات التجارية والنفطية والاقتصادية بين الجانبين وسبل تطويرها، حيزا واسعا من المحادثات، حيث يتم الاعداد لنحو 30 وثيقة بقيمة نحو ملياري دولار سيتم توقيعها، ستكون للتطورات الدولية عموما والاقليمية خصوصا، من الاوضاع في الخليج، الى ما يجري في سوريا والعراق واليمن ولبنان، والدور الايراني في هذه المسائل كلّها، مكانها ايضا على مائدة الطرفين.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن توقيت وصول الرئيس الروسي الى المملكة يحمل بحد ذاته رسائل قوية، يجدر التوقف عندها. ففي ظل الكباش المستعر بين الرياض من جهة وطهران– شريكة موسكو في منصة أستانة للحل السوري- من جهة ثانية، يدل اصرار سيد الكرملين على زيارة السعودية، الى انه غير راض تماما عن الاداء الايراني في المنطقة، أو انه- على الاقل – يقف في موقع وسطي بين الجانبين المتصارعين، ولا يقف في خندق حليفته “المفترضة” ايران.

والحال ان التباينات ليست قليلة بين روسيا والجمهورية الاسلامية، وهي خرجت الى العلن في أكثر من محطة على مر الاشهر لا بل السنوات الماضية، منذ قرار الكرملين الدخول مباشرة الى حلبة الحرب السورية، وقد ولّدت هذه الخلافات فتورا في العلاقة بين مَن هُم في الظاهر، “شركاء”. ولعل أسطع دليل الى التباعد بينهما، وقوف روسيا في موقع المتفرج على تعرض اهداف عسكرية ايرانية لغارات اسرائيلية في سوريا باتت لا تعد ولا تحصى، من دون ان تحرك ولو لمرة، مضاداتها المنتشرة في الميدان السوري لردعها او التصدي لها… هذه الوقائع المعطوفة الى خطوط تواصل مفتوحة دائما بين موسكو والرياض، تثبت ان الاولى قادرة على لعب دور وسيط بين المملكة وايران، لتهدئة الوضع في المياه الاقليمية والخليج، ولا بد ان يكون هذا المسعى “التوفيقي” حاضرا في مباحثات بوتين في الرياض.

وهنا، تفتح المصادر مزدوجين لتضيء على حقيقة نجاح المملكة في خلق شبكة أمان دولية واسعة، تجمع حتى المتخاصمين، تحميها ومصالحها في الاقليم، على حساب الايرانيين. فعشية استقبالها بوتين، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الجمعة، إرسال عدد كبير من القوات الإضافية والمعدات العسكرية إلى السعودية، مرجعة ذلك لما أسمته “حماية مصالحنا في المنطقة وردع إيران”. وقال وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر، إن بلاده ستنشر 3 آلاف جندي أميركي في السعودية، ومنصات صواريخ باتريوت، فضلاً عن طائرات مقاتلة وقطع بحرية، متهما ايران بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت أرامكو، قائلا “إن الإيرانيين هم المسؤولون عن هجوم أرامكو بدون شك، وهناك أدلة على ضلوع طهران”.

فهل تمهد هذه المستجدات، السياسية والعسكرية، لحوار سينطلق قريبا بين الايرانيين والسعوديين، علما ان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اكد الجمعة أن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، نقل إلى بلاده رسالة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يطلب فيها الحوار مع إيران؟