Site icon IMLebanon

“شح أموال”… “الحزب” يواجه العقوبات بملاذين أخيرين

تقرير جوني فخري في “العربية”:

بين أزمة الدولار التي تشهدها السوق اللبنانية والتي تجرّ معها سلاسل من الأزمات المعيشية والحياتية، والأزمة المالية التي تعصف بـ”حزب الله” نتيجة العقوبات الأميركية عليه، بات هامش التحرّك أمام الحزب لمواجهة ما يحصل ضيّقاً، ولم يبق أمامه سوى منفذين مصرفيين لتلبية الحاجات النقدية لأنصاره.

“القرض الحسن”

فالأزمة المالية التي تعصف بحزب الله مرشّحة لأن تكبر في ظل عزم الولايات المتحدة على توسيع بيكار العقوبات، ليشمل الحلفاء من طوائف ومذاهب أخرى.

ومع إدراج مصرف “جمال ترست بنك” على لائحة OFAC قبل أسابيع وهو المصرف ذو الإدارة الشيعية ومعظم زبائنه من الطائفة الشيعية، لم يبقَ أمام حزب الله سوى خيارات محدودة لتغطية احتياجات السوق من الدولار من خلال مؤسسة “القرض الحسن” التي تُعدّ من أهم مؤسساته المالية، وبنك “صادرات إيران”.

غير موجودة على لائحة المصارف!

في العام 1982 أسّس حزب الله “القرض الحسن” عقب الاجتياح الإسرائيلي، وتم ترخيصها من وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987 بموجب علم وخبر 217/أ.د.

وفي هذا السياق، أوضح مصدر لبناني مصرفي رفيع لـ”العربية.نت” “أن الجمعية غير موجودة على لائحة المصارف المُرّخصة من قبل مصرف لبنان، ربما لأنها جمعية ما يُحتّم ترخيصها من وزارة الداخلية”، مضيفاً ” لا نعلم طريقة تمويله”.

في نيسان 2016، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية جمعية “القرض الحسن” على قائمة العقوبات (بناءً على تشريع من عام 2015)، لكن نشاطها لم يتوقف.

تمويل ذاتي

لدى جمعية “القرض الحسن” نشاط مصرفي رئيسي (تقديم القروض الصغيرة الحجم ولآجال قصيرة) مقابل ضمان للمشتركين، الذين يقومون بإيداع الأموال في الجمعية على أساس شهري، إذ يحق للمشتركين الحصول على قرض، إذا قاموا بإيداع ما لا يقل عن 10 آلاف ليرة شهرياً (نحو 6.5 دولار)، في مشروع يُسمى الاشتراك الشهري. كما أنها تقبل التبرعات من الأفراد الأثرياء، الذين يتبرعون بالمال للجمعية، ما يمكّنها من منح القروض.

ذهب مقابل الدولار

الطريقة الأكثر شيوعاً لعمل المؤسسة، تتمثل بالقرض مقابل ضمانات من ذهب، بحيث يضع المقترض “ضمانة” عبارة عن كمية من الذهب لدى المؤسسة في مقابل حصوله على قرض، وتحتفظ بها الجمعية حتى يتم سداد القرض. وفي هذه الحال تشترط الجمعية سداد القرض خلال فترة زمنية لا تزيد عن 30 شهراً، وأن يُستخدم الذهب كضمان.

خريطة انتشار واسعة

رغم أن هدف الجمعية منح القروض دونما تمييز أو تفرقة بسبب الدين أو المذهب أو المنطقة أو غيرها حسب ما جاء في بيان التأسيس عبر موقعها الإلكتروني، إلا أن نشاط جمعية “القرض الحسن”، محصور بين مؤيدي حزب الله وأعضاء المجتمع الشيعي.

ويمكن تلمس هذا الأمر، من خلال انتشار فروعها البالغ 31 في مناطق فيها أغلبية شيعية كالضاحية الجنوبية لبيروت (معقل حزب الله)، وجنوب لبنان والبقاع.

غير مرخّصة للتسليف

وأوضح المصدر المصرفي الرفيع لـ”العربية.نت” “أن التسليف يحتاج إلى رخصة من قبل مصرف لبنان وهو ما ليس متوفّراً لدى جمعية “القرض الحسن”، وقد يكون ورود أرقام في لوائح رخص التسليف في مصرف لبنان دون وجود اسم المؤسسة التابع لها، مردّه إلى شطب قرار الترخيص بالتسليف للجمعية من قبل المصرف المركزي”.

“تبرعات للحوثيين”

تتعاون الجمعية، مع مؤسسات تابعة للبنية التحتية “المدنية” لحزب الله، منها جمعية جهاد البناء التابعة لحزب الله.

ولم يقتصر عمل “القرض الحسن” على النشاطات المصرفية المحلية، بل تجاوز الحدود اللبنانية لرفد المساعدات “للحلفاء”، لاسيما الحوثيين في اليمن.

ففي نتشرين الثاني 2018، فتحت الجمعية حساباً لنقل التبرعات للحوثيين في اليمن.

وفي نيسان 2019 افتتحت الجمعية حسابين لنقل التبرعات لضحايا الفيضانات في إيران من قِبل الهلال الأحمر الإيراني وجمعية الإمداد التابعة لحزب الله. وتدخلت الجمعية حتى في التمويل العسكري.

بنك صادرات إيران

وإلى جمعية “القرض الحسن”، شكّل بنك “صادرات إيران” ملاذاً مصرفياً أخيراً لـ”حزب الله” رغم أنه على لائحة العقوبات الأميركية بسبب نشاطاته المالية لمصلحة النظام الإيراني.

وفي العام 2018، طلب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي خلال زيارته لبنان، إقفاله إلى جانب المصرف التجاري السوري اللبناني، لأنهما يموّلان نشاطات الحزب.

وتعليقاً أوضح المصدر المصرفي الرفيع “أن المصرف موجود على لائحة المصارف اللبنانية المرخّصة التي تخضع لرقابة لجنة المصارف، وهو مُدرج تحت الرقم Part 560- 31 CFR وحجمه النقدي صغير جداً”. وأكد “أن المصرف يعمل حالياً في أطر ضيّقة ومحددة”.

تأسس “صادرات إيران”، في طهران في العام 1952 (تعود جذوره إلى العام 1295 ميلادي). ويملك في لبنان مكتباً إقليمياً، و5 فروع.

يذكر أن مصرف “صادرات إيران” شكل وجهةً مصرفية لـ “مؤسسة الشهيد” التابعة لـ”حزب الله” بعد أن تم إدراج “جمال ترست بنك” على لائحة العقوبات.

فقبل 6 أشهر من إدراج المصرف على لائحة OFAC، نقل حزب الله حسابات “مؤسسة الشهيد” إلى بنك “صادرات إيران” بعدما طلبت منه إدارة “جمال ترست بنك” إقفال حسابات المؤسسة، لأنها كانت قد علمت بأن المصرف مُهدد بوضعه على لائحة العقوبات.

ومنذ ذلك الحين، بات الأهالي يتلقّون عائداتهم الشهرية من بنك “صادرات إيران”.