كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:
انتخب 609 أشخاص من أعضاء الهيئات الناخبة، في دور إفتاء بيروت والمناطق، 24 عضواً في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أمس. في المعدل العام، لا يزال تيار المستقبل صاحب النفوذ الأول في المجلس الذي يشارك في انتخاب مفتي الجمهورية والمناطق ومجالس الأوقاف وإصدار النظم والقرارات والتعليمات التي يقتضيها تنظيم شؤون المسلمين السنّة وإدارة أوقافهم.
ومن المنتظر أن تزيد الحصة الزرقاء بموجب «الكوتا» المؤلفة من ثمانية أعضاء، المفوض بتسميتهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان المحسوب على «المستقبل».
الانتصار الأزرق العام شابته خروقات متفرقة لشخصيات محسوبة على القوى السنية الحليفة أحياناً لآل الحريري أو المناوئة لهم دوماً. الخرق الأصعب سجل ليس في مرمى «المستقبل» مباشرة، بل بمرمى السنيورة بوجه خاص. الخرق الوحيد للائحة «التنمية والتطوير» الزرقاء في حصة بيروت المؤلفة من 8 أعضاء، حققه المرشح المستقل الشيخ فؤاد الزراد، مسؤول وحدة الشؤون الدينية السابق في جمعية المقاصد، الذي كان محسوباً على فريق مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني وكان للسنيورة اليد الطولى في إعفائه من منصبه والتضييق عليه داخل عائشة بكار، علماً بأنه في انتخابات المجلس السابقة عام 2015، تقدم بطعن أمام مجلس شورى الدولة في نزاهة الانتخابات في بيروت التي رسب فيها. الزراد فاز بـ67 صوتاً من أصل 127، لكن زميله المرشح بوجه لائحة المستقبل القاضي فوزي أدهم الذي كان من المتوقع خرقه اللائحة مع الزراد، رسب بفارق تسعة أصوات، فيما كان أدهم نفسه قد طعن أمام الشورى في نتاج مجلس 2015 حين خسر بفارق عشرة أصوات. بالنسبة إلى الفائزين من لائحة «التنمية والتطوير»، توزعت انتماءاتهم بين أربعة محسوبين على السنيورة (محمد بيضون ووائل شبارو ومحمد دندن وعبدالله شاهين) وحلفاء التيار، وجمعية الإرشاد (وسيم مغربل) وجمعية الفتوة (زياد الصاحب).
الخرق الوحيد للائحة الزرقاء في بيروت حققه الزراد الذي كان محسوباً على المفتي السابق
أما الجماعة الإسلامية، فقد ربحت مرشحاً (مصطفى خير) وخسرت آخر هو بسام برغوت، أبرز رموزها البيروتية.
في جبل لبنان، جدد القاضي رئيف عبد الله عضويته في المجلس الشرعي، مدعوماً كما الدورة الماضية من النائب السابق وليد جنبلاط وتيار المستقبل، وتحديداً من السنيورة. وبالدعم ذاته، فاز محمد بهيج منصور الذي ما إن صدرت النتائج حتى توجه إلى ضريح الرئيس رفيق الحريري في بيروت، مهدياً إليه فوزه. لكنّ الفوزين كانا متواضعين. من أصل 96 صوتاً، حاز عبد الله 56 صوتاً ومنصور 41 صوتاً. وفي البقاع، جدد القاضي عبد الرحمن شرقية عضويته في المجلس، مدعوماً من القوى السنية المناوئة للحريرية، وقد حاز 64 صوتاً من أصل 92. زميله في المجلس الحالي محمد صميلي فاز مجدداً بـ52 صوتاً مدعوماً من «المستقبل». وكان لافتاً انسحاب القاضي طالب جمعة، صهر مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، عشية الانتخابات. ولفتت مصادر مواكبة إلى أن الانسحاب «جاء بعد المعلومات المؤكدة عن انخفاض حظوظ فوزه». وفي حاصبيا – مرجعيون، استحوذ مفتي المنطقة القاضي حسن دلي مجدداً على المقعد الأوحد مدعوماً من «المستقبل». بالنسبة إلى مقعد بعلبك الهرمل، فقد قرر دريان ضمه إلى «الكوتا» التي سيسمّيها تعييناً. وفي عكار، فاز بالمقعد الوحيد وسيم المرعبي الذي يمثل «الجامعة المرعبية» والمدعوم من «المستقبل»، بـ86 صوتاً من أصل 135.