وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي،الاثنين، إلى ساحل العاج، قادما من بوركينا فاسو في إطار زيارته الراعوية لأبرشية سيدة البشارة – إفريقيا الغربية والوسطى، يرافقه راعي الأبرشية المطران سيمون فضول ونائبه العام المونسنيور مارون زغيب والمدبر العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأب طوني الفخري مع الوفد المرافق.
وفي مطار أبيدجان، كان في استقبال الراعي وزير الثقافة والفرانكوفونية موريس كوأكو بانداما ممثلا رئيس الجمهورية الحسن واترا وقنصل لبنان جو الترك والقائم بأعمال السفارة البابوية الأب لوقا مارابيزي، يتقدمهم رئيس الرسالة الراهب اللبناني الأب جان بو سرحال وحشد من أبناء رعية القلب الأقدس، إضافة إلى فاعليات من الجالية اللبنانية يتقدمهم رئيس الجالية نجيب زهر، رئيس غرفة الصناعة والتجارة اللبنانية في ساحل العاج الدكتور جوزيف خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري محمود ناصر الدين، الشيخ غسان درويش ووفد جمعية “البر والتعاون”، ومدير مكتب طيران الشرق الأوسط جواد الموسوي.
ومن المطار، توجه الراعي إلى مركز الإرسالية اللبنانية المارونية، حيث رفع صلاة الشكر في كنيسة القلب الأقدس.
وصباحا، استهل الراعي نشاطه في صالون مركز الرسالة اللبنانية بسلسلة لقاءات اطلع خلالها على أوضاع الرعية والجالية اللبنانية، منوها بـ”التعاون بين أبناء الجالية في سبيل تأمين مستقبل أفضل لأجيالنا ومساعدة العائلات المتعثرة”.
كما أجمعت الآراء على “حسن العلاقات مع السلطات الرسمية المحلية وأهمية زيارة الراعي التي تعكس قربا واهتماما من قبل قامة كنسية ووطنية لبنانية كبرى ومناسبة تعزز اللحمة بين اللبنانيين وانتمائهم الى وطنهم الأم”.
والتقى الراعي قنصل لبنان في ساحل العاج جو الترك، الذي تحدث بعد اللقاء عن “أهمية زيارة صاحب الغبطة”، وقال: “إن زيارة غبطة أبينا البطريرك تعتبر تاريخية بعد زيارة المثلث الرحمة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير في عام 2000. واليوم، بعد 19 عاما يطل البطريرك الراعي، وكل الجالية اللبنانية في استقباله في عرس وطني في أبيدجيان، هذا البلد الذي نعتبره لبنان الصغير، يستقبل اليوم من أعطي له مجد لبنان”.
وأضاف الترك: “لقد تفاجأنا بالاهتمام الرسمي الكبير، وبشكل خاص من الدولة، حيث تمت معاملة غبطة أبينا على أنه رئيس دولة. أما على صعيد الجالية، فالكل هب لتقديم المساعدة، واستقبال صاحب الغبطة”.
ثم التقى الراعي إمام جمعية “البر والتعاون” الشيخ غسان درويش، رئيس الجمعية محمود ناصر الدين، والممثل الشخصي للرئيس بري.
وبعد اللقاء، تحدث درويش عن زيارة الراعي فقال: “إن هذه الزيارة، التي سطرها غبطته لهذه الدول تجسد روحية التعايش التي نعرفها في لبنان، والتي تنعكس هنا في أبيدجيان، كما هي زيارة تاريخية بكل ما للكلمة من معنى. ونحن اليوم، في ظل أزمة الاحتراق الاقتصادي واحتراق أحراج لبنان، تقدمنا إلى غبطته ببعض الآمال المعقودة في الاغتراب، حتى تصل أصواتنا الى المسؤولين في لبنان وخصوصا الغائبين عن مطالبنا وأصواتنا في ما يتعلق بجانب الاتفاقيات الاقتصادية بين أبيدجيان ولبنان، إضافة إلى الموضوعات التعليمية حيث يعاني اللبناني من الهجرة الداخلية هنا في أبيدجيان من أجل تحصيل العلم لأبنائه”.
وأمل “زيارة مباركة لصاحب الغبطة، أن تكون ثمارها كما يتمنى الجميع”.
من جهته، قال رئيس الجالية اللبنانية في ساحل العاج نجيب زهر بعد لقائه الراعي على رأس وفد من مجلس الجالية: “ننتظر منذ سنة هذه الزيارة العظيمة لصاحب الغبطة. ونرحب به حاملا السلام والمحبة. نحن في أبيدجيان نعيش شعار صاحب الغبطة “شركة ومحبة”، ونرى أن لبنان لا يمكن أن يستقيم إلا بجناحيه، المقيم والمغترب. ومن هذا المنطلق، نشكر صاحب الغبطة على هذه الزيارة، ونشكر الدولة المضيفة التي قدمت كل التسهيلات ونأمل أن نراه في زيارة ثانية”.
وأضاف: “مهمتنا الأساسية هي المحافظة على وجودنا في بلاد الاغتراب، ونحن نعلم أن سيدنا لديه من الهموم ما يكفيه، فلا نطلب منه الا بركته وصلاته والدعاء لنا بالتوفيق”.
كذلك، التقى الراعي وفد غرفة التجارة والصناعة اللبنانية في ساحل العاج برئاسة الدكتور جوزيف الخوري، الذي قال: “إن غبطة البطريرك شخصية دينية ووطنية، ومن واجبنا استقباله ومرافقته، وأن نشرح له ما هو دور غرفة الصناعة والتجارة والدور الذي تلعبه، فهي مسؤولة عن الدفاع عن مصالح رجال الأعمال الللبنانيين، والعمل على خلق علاقات اقتصادية وتجارية بين لبنان وساحل العاج”.
وعن أوضاع اللبنانيين، قال خوري: “إن الأوضاع الاقتصادية هنا مستقرة ولو أنها ليست في أحسن حالاتها، والجالية اللبنانية مستقرة هنا وتلعب دورا اقتصاديا مهما. ما نريد تحميله إلى غبطة البطريرك ليوصله إلى المعنيين هو دعم الدولة للمغترب اللبناني”.
وعن أهمية زيارة الراعي، قال: “إن الزيارة ستسمح لصاحب الغبطة بمعرفة كيف يعيش اللبنانيون، وما هي معاناتهم العائلية والتعليمية والصحية، الأمر الذي سيسمح له بتكوين نظرة عن كيان لبنان المغترب”.
أما مؤسس أول مدرسة لبنانية في ساحل العاج فادي آصاف فقال بعد لقائة الراعي: “لنا الشرف والفخر أن نستقبل صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في زيارة من شأنها تقوية الايمان في كنيستنا وتثبيت الرسالة”.
وأضاف: “إن كنيستنا اليوم في ساحل العاج تقوم بعملها بشكل ممتاز برئاسة قدس الأباتي جان أبو سرحال، النشيط والمندفع”.
وعن المطالب والرسائل التي يحملها للراعي، قال آصاف: “لا يسعنا أن نحمله إلا أشواقنا إلى أرض الوطن، لأننا نعيش أخوة ووحدة لا مثيل لها”.
وعن القطاع التعليمي، قال: “نتبع هنا النظام التعليمي العاجي، حيث يقوم الطلاب بعد التخرج بتعديل الشهادة في الأونيسكو، ليتمكنوا من متابعة تعليمهم في لبنان إذا ما أرادوا. وطبعا، سنضع صاحب الغبطة في كل هذه التفاصيل”.
والتقى الراعي على التوالي أيضا ممثل المرجع محمد حسين فضل الله الشيخ وهيب مغنية، منسق مكتب “التيار الوطني الحر” في ساحل العاج سليم الخوري.
كما زار الراعي رئيس أساقفة ساحل العاج الكاردينال بيار كوتوا وعرض معه الخدمة الراعوية المارونية ومشاركة الموارنة في حياة الكنيسة المحلية.