أكّدت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ”الجمهورية” انّ وزير الخارجية جبران باسيل ظل خلال جلسة الحكومة مُنكَبّاً على درس الموازنة، ولم يُعِر كلمة وزير الصناعة وائل ابو فاعور اي انتباه، فيما اشار رئيس الحكومة الى ضرورة عدم اثارة اي مواضيع خارج جدول الاعمال، ولم يعلّق أحد من الوزراء على كلام ابو فاعور.
واشارت الى انّ باسيل استكمل مناقشة نقاط اساسية في الموازنة، ومناقشة نقاط مرتبطة بها، وأكد موقفه السابق المشدّد على وجوب إقرار الموازنة مقرونة بالاصلاحات.
واكدت المصادر انّ كلام وزراء “القوات” اللبنانية جاء متجانساً مع مطالب باسيل بالنسبة الى الموزانة.
وعلمت “الجمهورية” انّ الحريري استهلّ الجلسة سائلاً: “هل يريد احد الكلام قبل ان نبدأ مناقشة الموازنة؟”، وذلك في خطوة بَدت انها متّفَق عليها مسبقاً. فطلب ابو فاعور الكلام وبلهجة قاسية، انتقل من الكلام عن حماية الحريات الى الاستدعاءات التي يقوم بها جهاز امن الدولة، واستخدم عبارات في وصفه عالية السقف، ثم تطرّق الى مواقف باسيل وسمّاه بالاسم متوجّهاً إليه بالقول: “اللي بَدّو يجرفنا لم يقرأ التاريخ، وإذا كان لا يعرف التاريخ نَنصح ان يقرأوه له. نحن مَن يَجرف، ومنذ وجدنا معاركنا كلها رابحة”.
ووصف ابو فاعور خطاب باسيل بـ”الصهيوني” وتوجّه اليه سائلاً: “انت قلت انّ هناك من يتآمَر على البلد وعلى الاقتصاد، واذا كانت لديك الجرأة أعطي الاسماء الآن أمام مجلس الوزراء”.
فلم يجب باسيل، وتلهّى بأمور جانبية وهو يحتسي “الشاي”. عندها، خرج ابو فاعور، ثم عاد غاضباً جداً وبَدا مستاء جداً. وقال: “انا لم أسمع الجواب”.
وتوجّه الى رئيس الحكومة قائلاً: “انت يا دولة الرئيس مسؤول عن جهاز أمن الدولة، ويجب ان تستدعي قائد الجهاز وتستجوبه في ما يحصل. ونطلب منك ان تسأل الآن مَن قصد جبران باسيل بالذين يتآمرون على الدولة؟ وإلّا فهم يفترون ويجب ان نوضِح هذا الامر الآن”.
وسانَد الوزير اكرم شهيّب ابو فاعور قائلاً: “النبع بينبع من رأس الجبل وبينزل نزول، والجبال هي التي تجرف والسيول تسير من فوق الى تحت، في إشارة الى موقع الجبل”.
وغادر شهيّب وابو فاعور للمشاركة في تظاهرة منظّمة “الشباب التقدمي” الى ساحة الشهداء.