IMLebanon

“الحزب” يرصّ صف “8 آذار”: قرار بتغيير قواعد اللعبة

 يتأكد يوما بعد يوم، منذ اللقاء الأخير الذي جمع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله برئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الخميس الماضي، أن ثمة قرارا كبيرا اتخذه الحزب، وهو “مايسترو” فريق 8 آذار في لبنان، بتغيير قواعد اللعبة المحلية المرتبطة في شكل خاص، بموقع بيروت الاستراتيجي، بما يلتقي والتبدلات التي شهدتها المنطقة في الآونة الاخيرة.

فالتوازنات في رأي الضاحية ومحور الممانعة في الاقليم الذي تقوده الجمهورية الاسلامية الايرانية، تغيّرت مع الانسحاب الاميركي من شمال سوريا، وباتت ميالة لصالحها بوضوح، وتاليا أصبح بمقدور أهل هذا الخط التصرف على اساس المنتصر وفرض شروطهم حيث هم موجودون من اليمن الى سوريا والعراق فلبنان.

هذا تحديدا ما فعله حزب الله، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”. فقد أطلق نصرالله سريعا سلسلة اتصالات ولقاءات مع حلفائه (المتخاصمين في ما بينهم) وضعهم فيها في الصورة المستجدة للمنطقة، وضرورة تسييل مكاسبها، في الداخل. كيف؟ الجواب ظهر سريعا.

فغداة لقائه نصرالله، أطل وزير الخارجية من على منبر الجامعة العربية مطالبا بإعادة دمشق الى حضنها، قبل ان يعلن في ذكرى 13 تشرين الاحد الماضي انه سيزور سوريا للتنسيق مع النظام لاعادة النازحين السوريين وتصريف انتاجنا الزراعي.

وخلال استقبال نصرالله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية منذ ساعات، كانت العناوين نفسها حاضرة على الطاولة. حيث أكد الطرفان “موقفهما المعروف بضرورة عودة العلاقات بين لبنان وسوريا الى وضعها الطبيعي، كما جددا التأكيد على ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية”.

على اي حال، كان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مباشرا وواضحا في تحديده أجندة عمل “الحزب” وحلفائه في المرحلة المقبلة بقوله “من المهم جدا تأخذ الحكومة اللبنانية قرارا جريئا بفتح العلاقات السياسية مع سوريا لمصلحة لبنان. ها هو الأردن استطاع أن يفتح علاقة مع سوريا وأن ينسق وضعه بالترتيب مع الدول الكبرى، ما الذي ينقص لبنان، إن شاء الله أن تكون الخطوات إيجابية لمصلحة لبنان”. وسأل “أين هي سياسة النأي بالنفس التي يتحدثون عنها، هل النأي بالنفس أن نعاقب أنفسنا كرمى لعيون الآخرين، ومن المستفيد من العلاقة مع سوريا وفتح الحوار مع سوريا؟ لبنان هو المستفيد الأول، من ناحية يعود النازحون ومن ناحية أخرى نستفيد من هذا المعبر الإقتصادي بشكل كبير، لكن للأسف بعض المواقف السياسية التي تؤثر على موقف الحكومة اللبنانية هي التي تسبب هذه الأزمة الإقتصادية”.

يمكن القول اذا، تضيف المصادر، ان لقاءات نصرالله رصت صفوف قوى 8 آذار المبعثرة ونظّمتها تحت “سقف” واحد، بـ”كلمة سر” واضحة: اعادة مد الجسور بين بيروت ودمشق، في استكمال لطريق طهران – بغداد – دمشق التي فتحت “ميدانيا” من جديد منذ اسابيع قليلة، وإسقاط النأي بالنفس بالضربة القاضية، وإخراجه من القاموس المحلي! وللخريطة الجديدة وجه اقتصادي ايضا على ما يبدو، ينص على رفض اي ضرائب جديدة من جهة، ما يعرقل مسار الموازنة، وعلى الدفع نحو تغيير أسلوب تعاطي لبنان “المصرفي” مع العقوبات الاميركية على الحزب وداعميه، من دون ان تتضح حتى الساعة طرق تحقيق هذا الهدف من جهة ثانية.

فهل تقابل هذه الجبهة المتراصة ومطالبها، بجبهة سيادية متراصة ايضا؟ أم يُترك لبنان يسقط نهائيا في المحور الايراني مع ما يرتبه ذلك من تداعيات على علاقاته مع المجتمع الدولي ومانحي سيدر؟