حذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن “على أوروبا أن تستعد لموجة جديدة محتملة من المهاجرين واللاجئين”، في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس عشية مجلس أوروبي ينعقد وسط توتر كبير بعد الهجوم التركي على شمال سوريا.
وبعد مئة يوم على تولي مهامه، صعد ميتسوتاكيس اللهجة تجاه دول الاتحاد الأوروبي التي ترفض استقبال مهاجرين على أراضيها، في وقت باتت اليونان مجددا هذه السنة البوابة الرئيسية لدخول المهاجرين إلى أوروبا.
وقال رئيس الوزراء المحافظ “يجب أن يكون هناك عواقب للذين يختارون عدم المشاركة في هذا التضامن الأوروبي”.
وكان ميتسوتاكيس حذر في كلمة ألقاها في البرلمان اليوناني بأنه سيطلب إنزال “عقوبات محددة” بهذه الدول، من غير أن يذكرها بالاسم.
ومع تخطي عدد طالبي اللجوء في اليونان 70 ألفا بينهم حوالى 33 ألفا في جزر بحر إيجه القريبة من تركيا، وصف ميتسوتاكيس بـ”غير مقبول نهج عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعتبر أن المسألة لا تعنيها إطلاقا”.
وقال في المقابلة “لدينا ما بين ثلاثة وأربعة آلاف قاصر غير مصحوبين بذويهم في اليونان، لن يكون صعبا للغاية على الدول الأوروبية أن تأخذ على عاتقها جزءا من العبء”.
وكان زعيم حزب “الديموقراطية الجديدة” اليميني الذي خلف رئيس الوزراء اليساري ألكسيس تسيبراس في تموز وعد بأن يطرح خلال أول مجلس أوروبي يحضره الخميس والجمعة “مسألة تقاسم عبء” الهجرة، مؤكدا “لا يمكن تفادي ذلك، اليونان غير قادرة على التعامل مع هذه المشكلة وحدها”.
وندد ميتسوتاكيس بشدة بـ”التوغل” التركي في شمال سوريا معتبرا أنه يثير “”بؤرة جديدة لانعدام الاستقرار يمكن أن تثير موجة هجرة جديدة” في أوروبا، مع ورود مخاوف بأن يصل طالبو اللجوء الجدد عبر اليونان.
وسئل ميتسوتاكيس عن تهديد إردوغان بـ”فتح الأبواب” أمام 3,6 مليون لاجئ يقيمون في تركيا ردا على الانتقادات الأوروبية لهجومه في سوريا، فرأى أنه “غير مقبول أن تتعرض أوروبا لمثل هذا الابتزاز”. وقال “نمر بمرحلة من الاضطرابات الشديدة وعلينا أن نوقف العاصفة” معتبرا أن تنفيذ تهديد كهذا سيؤدي إلى تراجع العلاقات أكثر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وتابع “إن سلوك أنقرة يجعل معالجة مشكلة الهجرة أكثر تعقيدا” مضيفا “كان الاتحاد الأوروبي سخيا مع تركيا (في الاتفاق الثنائي في آذار/مارس 2016 حول ضبط حركة الهجرة)، لا أعتقد أن تركيا تدرك ذلك بشكل تام”.