أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى “أننا بحكم المستقلين لأن لا قناعة لدينا بأن هذه الحكومة من الممكن أن تصل إلى أي مكان”، موضحًا أن “جل ما في الأمر أن لدينا علاقات سياسية مع تيار “المستقبل” والحزب “التقدمي الاشتراكي” من أجل التنسيق لربما نخرج سويّة”.
وأضاف جعجع، في حديث لـ”صار الوقت” عبر الـ”mtv”: “نحن لا نجد أنفسنا في هذه الحكومة، والاتصالات مستمرّة مع “المستقبل” و”الاشتراكي” من أجل تنسيق الموقف. الرئيس سعد الحريري يريد أن يستمهل قليلًا ولا مشكلة في الأمر إلا أن المغزى أننا لا نرى فائدة من هذه الحكومة”.
وعن كلمة الحريري من السراي الحكومة، قال جعجع: “لم نشعر أنفسنا معنيين بكلام الرئيس الحريري عن العرقلة لأننا نعرف أنفسنا وما نقوم به، إلا أنه لا سمح الله لو ما أردنا العرقلة لا قوّة لدينا للقيام بذلك، وعلى سبيل المثال نحن صوّتنا ضد الموازنة إلا أننا لم نستطع عرقلتها. والرئيس الحريري بكلامه عن العرقلة واضح، وهو تطرّق إلى الكهرباء”.
ورأى جعجع أن “قبل الوصول إلى الحيثيات والجزئيات الاقتصاديّة، يجب أن يكون هناك مناخ سياسي سائد في البلاد”، معتبرًا أن “أكثر من ساهم في تعكير الأجواء هو الوزير جبران باسيل بجولاته التي كان في كل منها مشكلة”.
وأردف: “إذا ما كان الشخص صاحب الأكثريّة الوزاريّة يجب ألّا يعكّر الأجواء السياسيّة العامة في البلاد، واليوم يريد الذهاب إلى سوريا في حين أن أكثريّة الشعب اللبناني لا يريد هذا الأمر. روسيا يمكنها إعادة النازحين وعندما زارها الوزير باسيل لم ينجز أي أمر في ملف النازحين”.
واعتبر جعجع أن “منذ 10 سنوات حتى اليوم لم ينجز الوزير باسيل أي شيء في الكهرباء، لذا لا يجوز أن تأتي اليوم لتقول إنك ستنجز وتدعي أنهم عرقلوك وأنت صاحب أكبر كتلة نيابية ووزارية وحليف “حزب الله” ولم تستطع أن تنجز، فهل 4 أصوات من 30 في الحكومة يمكنهم العرقلة؟ هو وحلفاؤه لديهم أكثرية فلماذا لم يقرّوا أي شيء”؟
ولفت إلى أن “الأكثريّة الوزاريّة هي المسؤولة، واليوم لا يمكن أن نحيي ميت ولو تعهّدت هذه الأكثريّة بالالتزام بالاصلاحات لأن هذه الحكومة أصبحت منتهية الصلاحيّة والناس هم من أنهوا هذه الصلاحيّة”.
ورأى جعجع أن “قول الوزير باسيل إن البديل عن الحكومة هو ضبابي هو أنه يريد أن يستمر بالممارسات نفسها”، سائلًا: “ما المشكلة إن قلنا اليوم للرئيس الحريري إننا سنقوم بتشكيل حكومة مصغّرة من الوزراء الاختصاصيين أمثال غسان حاصباني وكميل أبو سليمان كحلّ لهذه الأزمة”؟
وقال جعجع: “منذ 3 سنوات حتى اليوم يذكروني بأيام الرئيس فؤاد شهاب وأيام المكتب الثاني حيث كلّما عارض أي شخص يدعون أنه شتم الرئيس لإلقاء القبض عليه. لا يمكن أن نصنف الناس ما بين “ضد العهد” و”مع العهد”. هل الناس في الشارع هي طابور خامس”؟
وأضاف: “هذه المرّة الأولى التي ينزل الناس إلى الشارع من كل المناطق والطوائف والأحزاب، فهناك من مناصري “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” في الشارع وهذه هي أزمتهما الكبيرة، هذا ما كنا نحذّر منه واليوم وصلنا إليه”.
وأشار جعجع إلى أن “هناك بعض الأمور يمكن أن نستبينها من خلال علامات صغيرة، ومجرّد تمسّك الوزير باسيل و”حزب الله” بالرئيس الحريري اليوم فهذا يعني ما يعنيه ويدل على أن هذا الوضع يناسبهما لذا هو لا يناسب لبنان”.
ووافق جعجع رئيس حزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط على مسألة عدم الاستمرار في هذه الحكومة “إلا أنني لا أوافقه الرأي في موضوع ربط ما يحصل بالتطورات في المنطقة لأن ما يحصل هو بلدي وأهلي ومحلّي ولا علاقة له بما يحصل في المنطقة”.
واعتبر أن “هناك مجموعة تراكمات من الجو السياسي الفاسد إلى الممارسات في الدولة التي دفعت الناس إلى القيامة. الناس اليوم في الشارع لأن لا حلّ أمامها سوى النزول إلى الشارع من أجل التعبير عن وجعها”.
وختم جعجع: “يجب على الطبقة السياسيّة الحاليّة أن ترتاح قليلًا فهي تعبت كثيرًا. ويجب تشكيل حكومة من مجموعة من الاختصاصيين المشهود بكفاءتهم ولنتركهم يعملون من أجل إنقاذ البلاد وإن فشلوا يمكن للأكثريّة النيابيّة إسقاط هذه الحكومة في أي وقت”.