كتب عيسى يحيى في صحيفة “الجمهورية”:
شُلّت حركة المرور في البقاع وتعطلت الطرق الدولية بفعل احتجاجات المواطنين، إذ أشعلت ضريبة «الواتساب» نيران الناس الخامدة تحت رماد الحرمان، حيث عانى المواطنون فقدان المحروقات تارةً واللعب على وتر فقدان الرغيف تارةً أخرى.
تقطعت أوصال البقاع الشمالي نتيجة إقفال الطرق بالإطارات المشتعلة من رياق حتى الهرمل، وألغى السفير الروسي الكسندر زاسبكين زيارته التي كانت مقررة إلى بعلبك اليوم، في حين بدأ جمهور «حزب الله» إحياء مناسبة أربعين الإمام الحسين اليوم السبت والتي سبقتها تحضيرات على مرّ أسبوع وتحديد وجهة سير المركبات وإقفال طرق ومدارس.
منذ ساعات الصباح الباكر بدأ عشرات الشبان في التوجّه إلى الطرق في مختلف المناطق. ففي الهرمل تجمّع العشرات من الشباب في تظاهرة رفعوا خلالها شعارات تطالب بإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين في الدولة، كذلك قُطعت الطريق عند جسر العاصي. وتدحرجت كرة الإحتجاجات بعدما عمد المواطنون إلى قطع الطرق بالإطارات المشتعلة في ساحة اللبوة والعين ومقنة والتل الأبيض في بعلبك، وصولاً إلى دوار مدينة دورس عند محلة الجبلي، حيث صلة الوصل بين المناطق البقاعية، وأطلق الشبان الهتافات المطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة الفاسدين وسط الأغاني الوطنية والحماسية. وفي فترة ما بعد الظهر قطع المتظاهرون الطريق عند محلة الجبلي بالسواتر الترابية، مانعين المارة من إكمال طريقهم، فوجّهت إليهم «اللجان الأهلية لزيارة الإمام الحسين» دعوات لفتح الطرق المؤدية إلى مقام السيدة خولة في بعلبك حيث تقام مناسبة الأربعين ويلقي خلالها السيد حسن نصرالله كلمة.
وامتدت حركة الإحتجاج الى الطريق الدولية، التي قُطعت بالإطارات المشتعلة عند مفترق بلدات: بريتال، مجدلون،الأنصار، كذلك عند مفترق بلدة رياق، ما أدّى إلى شلّ حركة السير من رياق إلى البقاع الشمالي وبالعكس وصولاً حتى زحلة. وفي فترة بعد الظهر إرتفعت وتيرة المشاركة عند المواطنين حيث تزايدت أعداد المتظاهرين في محلة دورس بعد تزايد الدعوات على وسائل التواصل الإجتماعي للمشاركة لحين تحقيق المطالب.
حسن بلوق، أحد المشاركين في التظاهرات قال لـ «الجمهورية»، إنّ «الأوضاع المعيشية أصبحت ضاغطة ولم تعد تحتمل، فالطبابة مفقودة ولا قدرة لنا على تسجيل أولادنا في المدارس، وإذا ما أردنا الدخول إلى أي مستشفى علينا تأمين مبلغ مالي كي يُسمح لنا بالدخول، أما حال العمل فحدّث ولا حرج، فالأوضاع الإقتصادية في البقاع هي نموذج عن أوضاع لبنان كله، وإن كانت بشكل أكبر، ونعاني منها في ظل الحرمان الذي تعانيه المنطقة».