رأت مصادر فرنسية متابعة للأوضاع في لبنان والشرق الأوسط، أن تظاهرات الشعب اللبناني مشابهة لتظاهرات “السترات الصفر” في فرنسا “جيلي جون” المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية.
وتمنت أن تبقى قوات الجيش اللبناني كما ظهرت بعيدة من القمع على عكس ما حدث في العراق.
وقالت المصادر لـ”نداء الوطن” إن “الوضع الاقتصادي في لبنان بالغ الصعوبة، والمشكلة أن أي إصلاحات لها أثمان اجتماعية”، مشيرة إلى أن “هذه التظاهرات هي نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور والسؤال: كيف الخروج من هذا الوضع المتأزم؟ فأي حكومة أو أي مسؤول مقبل عليه أن يدخل إصلاحات ولو بوتيرة أسرع من الآن ولكن للإصلاحات ثمنها الاجتماعي وعليها ان تكون عادلة اجتماعياً وهذا لن يكون سهلاً”.
وتابعت: “ربما تكون هذه التظاهرات وتأزم الوضع مناسبين للإسراع في الإصلاحات شرط أن تكون عادلة وليست لفئة واحدة تدفع الثمن”.
واعتبرت أن “المشكلة الاقتصادية في لبنان هي في المديين القصير والطويل والحكومة الحالية بادرت الى بعض الإصلاحات الصغيرة، لكن ليست ضمن المستوى المطلوب.
وباريس تبعث باستمرار الرسائل إلى لبنان لدفع المسؤولين إلى الإصلاحات بنمط اسرع، لأن الأزمات المالية والاقتصادية والصيرفية خطيرة جداً”.
أما على الصعيد السياسي، فاعتبرت المصادر أن “نشوة شعور النصر لدى بشار الأسد لاستعادته أماكن كانت خارجة عن سيطرته في سوريا بعد الانسحاب الأميركي لن تجعله يستثمر انتصاره حتى الآن في التأثير على الوضع السياسي اللبناني من قانون انتخابي وانتخابات أو على البرلمان، لانه منشغل بالأوضاع في بلده، إلا أنه فور تمكنه من النظر في ما يمكن القيام به لزيادة وطأته على الوضع اللبناني سيسرع في ذلك، خصوصاً أن لبنان بمثابة الرئة الاقتصادية لسوريا”.
أما بالنسبة إلى العلاقة بين “حزب الله” والنظام السوري، فتلفت المصادر إلى أن “حزب الله” أصبح اقوى من النظام السوري لأنه حماه ودافع عنه وبالتالي النظام السوري له دين تجاه “الحزب” الذي أصبح بامكانه أن يفرض على نظام الأسد مدى التدخل في الشأن اللبناني وبإمكانه منع النظام من فرض الوصاية السورية مثلما كان في الماضي ولكن هذا لن يمنع النظام السوري من محاولة الاستفادة من حلفائه في لبنان”.
ورأت أنّ “وزن “حزب الله” في إدارته الداخلية للوضع اللبناني أكبر من وزنه في قرار السلم والحرب ضد إسرائيل الذي يبقى بيد الحليف الإيراني، فطهران مهتمة أكثر بهذه القضية من الشأن اللبناني الداخلي الذي تسلّمه لـ”الحزب”.
وتختم المصادر الفرنسية بتأكيد ما قالته مصادر أميركية من أنّ “هناك المزيد من العقوبات المتوقعة على أعضاء أو أصدقاء أو متعاملين مع حزب الله”.