Site icon IMLebanon

هل يبقى الحريري في الحكومة بلا جنبلاط وجعجع؟

أربكت الانتفاضة الشعبية العارمة التي اندلعت مساء الخميس على الأراضي اللبنانية قاطبة من شمالها إلى أقصى الجنوب مرورا بالمتن والبقاع ووسط العاصمة، أهل البيت الوزاري كلّهم ووضعتهم في موقع الدفاع، حاشرة إياهم في البيت اليك.

الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانية” اللذان يرفعان صوتهما منذ أشهر رافضين أداء العهد ومنتقدين كيفية إدارة الحكومة للملفات الاقتصادية منها والسياسية، سارعا إلى المطالبة بالاستجابة لمطالب الناس المحقة، ناصحين رئيس الحكومة سعد الحريري برمي المنديل والاستقالة من منصبه.

لكن الاخير يبدو قرر التريث، فأمهل القوى الوزارية كلها، 72 ساعة للاتفاق على خريطة طريق اقتصادية للخروج من المأزق. وقد باشر اثر خطابة عصر الجمعة، سلسلة اتصالات في السراي وبيت الوسط للخروج بورقة موحدة تتضمن سلسلة خطوات واجراءات ترضي المتظاهرين وتضع البلاد على طريق النهوض من جديد. التيار “الوطني الحر”، من جانبه سبق الرئيس الحريري في إعلان موقفه من التطورات، مشيرا، على لسان رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، الى انه يريد تطبيق القرارات الاصلاحية الامس قبل اليوم، معتبرا ان البعض يستهدف العهد عبر التحركات في الشارع ويسعى لاسقاطه. ولتكتمل الصورة، أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم ليحدد موقع الحزب من التطورات. فجزم انه ضد رحيل الحكومة لاستحالة تشكيل بديل منها راهنا، متوجها ايضا الى “من يريدون اسقاط العهد”، ” قائلا “ما فيكن”.

هذه المعطيات تدل اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” الى ان التيار وحزب الله ومعهما بطبيعة الحال، حركة أمل، يتمسكون ببقاء الحكومة ويزمعون الدفع في هذا الاتجاه، من خلال دعمهم المُرجّح، لورقة الحريري. أما المختارة ومعراب، فغير مقتنعتين حتى الساعة، بجدوى هذه المساعي، بعد ان أظهرت تجربة الاشهر الماضية وزاريا، ان لا نوايا حقيقية بالتغيير والاصلاح. وعليه، فإنهما يفضّلان ترك “الطاولة”.

وهنا يصبح السؤال “هل يبقى الحريري في الحكومة اذا قرر الاشتراكيون والقوات مغادرتها”؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب. لكن السؤال الأكبر الذي يفرض نفسه في هذه الحال، هو “هل سيرضى الحراك الشعبي الذي انفجر في الشارع- وأظهر غضبا غير مسبوق على الطبقة السياسية، وثقةً مفقودة كلّيا في أدائها ووعودها- بما يمكن ان تطل عليهم به من مشاريع واوراق عمل في الساعات المقبلة، فيخرجَ المتظاهرون من الطرقات؟   ما رأيناه وسمعناه في الايام الماضية، لا يوحي بذلك، تقول المصادر. من هنا، قد يكون على الرئيس الحريري درس ما هو في صدده جيدا، سيما لناحية جدوى طرح مزيد من الاوراق والافكار اليوم “بعد خراب البصرة”. الا اذا كنا سنشهد في الايام المقبلة، نسفا للحراك الشعبي عبر تسلل بعض الجهات اليه لتحويله اعمال شغب، فيتم احباطه، وتكمل الحكومة مشوارها من حيث أنهته…تختم المصادر.