اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية المستقيل ريشار قيومجيان أن “خطاب أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله كان مخيبا للآمال وهو يدرك جيدا أن هذه الأكثرية الحاكمة لا يمكنها إنقاذ الوضع”، وقال: “آمل أن يستمع “حزب الله” إلى معاناة ناسه أولا وإلا يستعملهم كاداة لقمع اللبنانيين لأن ذلك يمكن أن يؤدي الى حرب اهلية. خطورة من كلام نصرالله، فكرامتنا فوق كل اعتبار ولا يمكن لاحد ان يقمع الاخر بل على كل طرف ان يحترم الطرف الاخر”، مشددا على ان “هناك سلطة قائمة وجيش لبناني مخول تأمين الامن في كل المناطق اللبنانية”، وداعياً قيادة الجيش الى “تحمّل مسؤولياتها”، ومضيفاً: “لا احد يمكنه استعمال الميليشات لقمع الناس. فليدركوا ماذا يفعلون ما من ضعيف في البلد ولا يمكن لاحد ان “يستوطي” حيط احد”.
وأكد قيومجيان، في حديث عبر إذاعة “لبنان الحر”، أن “الحكومة القائمة فقدت ثقتها لدى الناس، وبالتالي اقل الإيمان ان يستقيل الرئيس سعد الحريري وان تشكل حكومة جديدة، مضيفا: “بتنا في الهاوية والوضع الاقتصادي والمالي بحاجة لمبادرات إنقاذية لاستعادة ثقة الناس وعودة الاستثمارات وتحسين الوضع، ولكن للأسف لم نلمس هذه الجدية بورقة الاصلاحات التي طرحت أمس”.
وأردف: “الناس قد تثق بفريق من الاختصاصيين لإنقاذ الوضع، وهنا ادعو القوى السياسية ان تتوافق على هكذا فريق لأن تشكيل اي حكومة جديدة بحاجة الى ثقة المجلس النواب. الوجوه القائمة فقدت اي شرعية والناس تريد وجوها جديدة. لنشكل الحكومة من اناس كفوئين يحوزون على ثقة الناس والمجتمع الدولي والدول المانحة.
وقال قيومجيان: “الناس فقدوا الثقة بالعهد والسلطة القائمة ولم نكن جميعا بالسلطة، فنحن كـقوات لبنانية كنا بالحكومة ولم نكن في السلطة التي كانت محصورة بطرفين او ثلاثة كانوا يديرون الامور. لم ننتظر موقف احد لنبني عليه قرار الاستقالة، قرارنا جاء انطلاقا من قناعاتنا ومبادئنا وقراءتنا للوضع”، متابعا: “كنت ارغب ان ارى عهد الرئيس ميشال عون بصورة اخرى مختلفة عن القائمة ولكن ممارسة اركان العهد والغطرسة وعدم اقامة اعتبار لاي شيء والمحاصصة والاستئثار بالسلطة ظهرت نتائجه”.
واشار الى ان “هناك معطى جديدا في البلد وعلى كل القوى السياسية ان تقرأه”، مضيفاً: “هناك مليون ونصف مليون مواطن لبناني نزلوا الى الشارع وهم يطالبون بالتغيير ويؤكدون عدم ثقتهم بالفريق الحاكم ويجب ان نتوقف عند ذلك. اذا تم تشكيل حكومة انقاذ مصغرة لمعالجة الوضع الاقتصادي فالدول المانحة والمنظمات الدولية ستواكبنا اذ هم ايضا فقدوا الثقة بالحكومة الحالية. نحن نعيش الانهيار وهم يهربون من فتح المصارف لتجنب المشكلة المالية ويتحججون بالمخاوف الامنية وهذه هي الحقيقة”.
واردف: “يجب التقاط الفرصة اليوم، أللهم ان اتفقت كل القوى على ايجاد فريق انقاذي. ولكن اذا كان هناك افرقاء يريدون العرقلة و”عنزة ولو طارت” فلا يمكننا الاستمرار هكذا”.
كما لفت الى ان “تأخير تشكيل الحكومات كان بسبب المحاصصة”، داعياً الجميع الى “التنازل لأجل انقاذ لبنان واقتصاده ووضع شعبه والى مواكبة حكومة الاختصاصيين ومحذّراً انهم اذا اصروا على المحاصصة فلن تتشكل حكومة”.
وتمنى قيومجيان ان “يكون الحزب “التقدمي الاشتراكي” في وضع آخر”، مضيفاً: “هم يعطون اشارات متناقضة بين قبول ورقة الحريري الاقتصادية ورفضها، قبول وجود باسيل في الحكومة ورفضه وامور اخرى. هذا الترقيع لن ينفع ونصيحتي للرفاق في الحزب التقدمي بالانسحاب من الحكومة في اسرع وقت. فالوضع معروف الاتجاه وهم يدركون ذلك تماما ويعرفون جيدا واقع مجلس الوزراء والتركيبات فيه. موقع الرفاق في الحزب الاشتراكي الى جانب الناس والى جانب اللبنانيين لذا لا افهم اي براغماتية تبرر موقفهم”.
رداً على سؤال، اجاب: “نحن لا نُخوّن احداً وما زلنا نعتبرهم رفاقنا ولكن كما نعرفهم فموقفهم الى جانبنا والى جانب الناس. لا اقيّم احداً ولكن ما نراه في تصريحاتهم انهم غير مقتنعين بما يفعلونه. وبالنسبة الى الفراغ، فلبنان عاش سنتين ونصف من الفراغ ولم ينهار، ما من خوف على لبنان”.
وأشار قيومجيان الى ان “موضوع اسقاط رئاسة الجمهورية والنظام ليس مطروحا”، مضيفاً: “نحن ضد الفوضى، يجب المرور بالمؤسسات الدستورية، البلد ذات نظام ديمقراطي برلماني دستوري يجب الاستمرار به. هناك اليات دستورية يجب اتباعها والا نذهب الى الفوضى التي يتجنبها الجميع”.
كذلك شدد على ان “السلطة مجبرة على ان تسمع صرخة الشعب ويجب ان تأخذ بالاعتبار وجعه ومعاناته والمه اذ لا يمكن للسلطة ان تعيش حالة انكار”، متابعا: “بيان قيادة الجيش كان مطمئناً، فهو ذكر ان الجيش يضمن الامن. يجب التمييز ان فتح بعض الطرقات شيء وقمع التظاهر شيء آخر وهذا الاخير امر سيء”.
وتوجه الى الشعب اللبناني بالقول: “ادعوكم الى عدم الخوف من اي سلطة، فالاجهزة الامنية والعسكرية في الدول لا يمكنها منع الناس من كسر القمع والصمت والذل والكبت. مبدأ الحرية هو الذي ينتصر دائما وعلى اللبنانيين ان يتابعوا بهذه المسيرة التحررية والله الى جانبهم”.
وفي الختام توجّه قيومجيان الى المتظاهرين بالقول: “تابعوا ما تقومون به لان هذه المسيرة يجب الا تتوقف ولا تسمحوا لاحد ان ينهيها او يستغلها. لا تتوقفوا الا بعد تحقيق المطالب واولها اسقاط الحكومة وتأليف حكومة جديدة تنقذ الوضع، فلتكن الاهداف واضحة ولا تستعلموا الشعارات الفضفاضة”.