أشارت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق إلى أن معظم ما تضمنته الورقة الإصلاحية الذي طرحها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري “يتطابق مع المطالب التي كان وزراء “القوات اللبنانية” أول من بادر الى طرحها في مجلس الوزراء”، معتبرةً أنها “لو نفذت لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه ولا كانت حصلت هذه النقمة الشعبية، انما اعتدنا دائما على المماطلة، نحن نطالب بينما هم في المقابل يأخذون وقتهم في التنفيذ، فكانت هذه النتيجة على الارض”.
وتساءلت شدياق، في حديث لـ”المركزية”: “لماذا انتظروا حتى خرجنا من الحكومة ليتحدثوا جديا عن تطبيقها؟”، مضيفةً: “لو بدها تشتي غيّمت. هذه القضايا طرحناها وفي الورقة التي قدمناها الى مجلس الوزراء، لكن الكلام شيء والابر المهدئة شيء آخر، والعمل على الأرض امر آخر”.
وتابعت: “لا يمكننا الا ان نكون منسجمين مع انفسنا، لا يمكننا ان نحرّض الناس ونؤيد مطالبهم في حين نبقى مسمّرين على كراسينا نتفرج، نأمل ان تكون هناك خطوة نوعية، تؤدي الى تغيير هذه الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية ومن بعدها تعود حكومة سياسية، لاحقين يرجعوا على كراسيهم. لكنني لا أتأمل خيرا لأن الكل متمسك بالكرسي ولا يتزحزح عنها”.
وعن الخطوة التالية لـ”القوات”، قالت شدياق: “ننتظر ما ستؤول اليه الاوضاع والاتجاه الذي سيسلكه مسار الامور ليبن على الشيء مقتضاه. بالنسبة لنا، من المفترض ان تستقيل الحكومة كلها، لأن الخطوات التي اتخذتها الحكومة أمس تناولت قضايا لطالما تحدثنا عنها وناقشناها وكانت مطروحة على طاولة مجلس الوزراء ولم تُقر، لذا من المفترض تشكيل حكومة تستطيع ان تدير شؤون البلاد، حكومة طوارئ او تكنوقراط، فليطلقوا عليها اي تسمية، انما حكومة تستطيع ان تعالج شؤون البلد بعيدا من المحسوبيات والتركيبات والاعتبارات الحزبية والطائفية”.
وعما اذا سيستمر الحراك حتى استقالة الحكومة، أجابت: “مَن حرّك الشعب على الطريق؟ لا احد، كانت حركة شعبوية عفوية، لكن البعض حاول ركوب هذه الموجة للاستفادة منها. أمل ان تبقى حركة شعبية عفوية فلا يستغلها احد، هذه نقمة الناس التي ظهرت في الشارع، لأنها تعبت من الوعود الواهية، وبأنهم غدا سينفذون ولكن حتى الان لا تنفيذ”. وتساءلت: “ما الذي يمنع من تطبيق خطة الكهرباء حتى الآن، عادوا اليوم للمطالبة بـ1500 مليار، بعد أن وصلوا الى 1800 مليار وأكثر عندما كنا في الوزراة”؟
وختمت شدياق: “نريد حكومة عملية قادرة على اتخاذ خطوات جذرية حكومة تكنوقراط مؤلفة من اصحاب الكفاءات والخبرات بعيدا من الاعتبارات السياسية والطائفية والمحسوبيات. “انشالله يطلع بإيدنا” فلا نكون قد انسحبنا من الحكومة وتعود الدوامة نفسها. نأمل الا تعمد الحكومة الى امتصاص هذه الانتفاضة الشعبية من خلال تنويمها على وعود ومن ثم تعود حليمة إلى عادتها القديمة”.