Site icon IMLebanon

تظاهرات البقاع: “بيّ باسيل مش بيّ الكل… معتصمين حتى تفلّ”

كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:

وكأن كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون كانت بمثابة “كلمة السر” لدفع البقاعيين إلى النزول أكثر إلى الساحات. إرتفعت نسبة المشاركين وبدا واضحاً التصعيد في الشعارات والهتافات وسرعان ما رفعوا شعار “ع بعبدا نازلين ثوّار بالملايين”، ولاقى هذا الشعار إقبالاً دفع المئات للتشاور والتواصل لتحديد موعد التوجه الى القصر الجمهوري، كما عبّر الاهالي ان الرئيس كاد أن يقول “أمهلوني وقتاً ولست قادراً على فعل شيء”. فبحسب جورج فإن “عون طلع بيّ باسيل مش بيّ الكل” باعتبار أن “أب اللبنانيين لا يسمح لرعاع بالهجوم على المحتجين في ساحة اعتصامهم”.

لم يثن الجو العاصف والماطر البقاعيين عن التواجد تحت المطر في الساحات. رفعوا سقف مطالبهم فور وصول خبر هجوم مجموعة من أنصار “حزب الله” على اعتصام ساحة رياض الصلح، بالقول: “لا خيار أمامنا الا بالوصول إلى وطن مدني علماني”، باعتبار أن هذا الخيار لا يكون إلا باستقالة الحكومة وتنحي رئيس الجمهورية وإقامة انتخابات نيابية مبكرة.

وتمّ قطع الطرق في محيط مستديرة مدخل مدينة زحلة بالعوائق الحديدية، أما الطرق الفرعية فأقفلت بالاتربة، وفي الساحة الوسطية التي دعي اليها ناشطو الحراك للاعتصام، رفع الاهالي شعارات إسقاط النظام ولافتات منددة بتعاطي رئيس الجمهورية بمكيالين، وهو ما عكسه المتظاهرون بشعار “بيّ باسيل مش بيّ الكلّ… معتصمين حتى تفلّ”. وبحسب الناشط سعد شعنين من مدينة زحلة أن “الاعتصامات مستمرة الى حين إسقاط الحكومة لأنه لم يعد مقبولاً استمرار الفاسدين في استباحة الوطن”. ويقول الناشط اليساري أحمد موسى: “لست متفاجئاً بما أدلى به رئيس الجمهورية بعد ثمانية أيام، لم يقدم أي جديد وما حصل في رياض الصلح دليل واضح على أن المتضرر الوحيد من المشهد الوطني الحقيقي في الساحات هو سلطة الطوائف، نتمنى على الحكومة ألّا تجر اللبنانيين الى الدماء”.

وفي قب الياس ايضاً إستمر الاعتصام عند مفرق زبدل وقطع الطريق تعبيراً عن العصيان المدني ورفضاً لسياسة السلطة، كما ما زال طريق عام سعدنايل على مدار ثمانية أيام مقفلاً بالعوائق الحديدية. وكذلك هي حال طريق ضهر البيدر فلا تزال مقفلة، وطريق المصنع عند مثلث راشيا دمشق شتورا. ويعتبر الناشط في الحراك المدني، خالد صالح ابن مجدل عنجر أن “رئيس الجمهورية بكلمته التي انتظرها اللبنانيون أكد المؤكد أن السلطة في مكان والناس في مكان آخر”، وتابع: “أحزاب السلطة تحاول الاعتداء على المتظاهرين وبث الشائعات”.

وعلى طريق راشيا الرئيسي في بلدة الصويري ينفذ يومياً أهالي البلدة والقرى المجاورة اعتصاماً وسط الطريق، وبعد كلمة رئيس الجمهورية و”غزوة رياض الصلح” تضاعف عدد المعتصمين. ويوضح الروائي والمسرحي والناشط في الحراك المدني عمر سعيد ابن البلدة: “بعد طول انتظار أتى خطاب فخامة الرئيس باهتاً بلا لون ولا طعم، غير مقنع، خصوصاً من حيث القوانين التي ذكّر انه تقدم بها العام 2013 للمحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة”، يتابع: “وإذ به يرمى بالكرة في ملعب مجلس النواب، فما فعل ذلك إلا لإتمام لعبة السلطة التي تقاسمت أدوار التغاضي عن وجود الناس في الشارع”.