Site icon IMLebanon

ما مصير تصريف المنتوجات الزراعية اذا استمر قطع الطرقات؟

في وقت يعتبر القطاع الزراعي من أكثر القطاعات التي تعاني الإهمال في لبنان، وقد بحّت أصوات القيمين عليه على مدى سنوات، مناشدةّ المسؤولين بالنظر إلى احوال المزارعين ومساعدتهم على النهوض عبر الحفاظ على نوعية منتوجاتهم والمساهمة في تسويقها تفادياً لمرحلة الاتلاف، يمكن اعتبار الانتفاضة اللبنانية في شوارع المناطق كافّة مناسبة مثالية لانضمام المزارعين إلى المعتصمين المطالبين بأبسط حقوق المواطن. وعلى رغم من هذا الواقع، بدأ المزارعون يرفعون الصوت مطالبين بتسهيل مرور منتوجاتهم بسبب إقفال الطرقات في وجههم من قبل المحتجين، وعرقلة سير عمهلم اليومي.

وفي هذا السياق، علّق امين سر نقابة مستوردي ومصدّري الخضار والفاكهة ابراهيم ترشيشي عبر “المركزية” قائلاً “نحن إلى جانب المعتصمين نؤيد مطالبهم المحقّة لمساعدة الناس ونعتبرهم أهلنا وأولادنا وأصدقاءنا، ونهنئهم على ما وصلوا إليه كاسرين طوق الخوف، لا سيما وان هذا القهرعمره عشرات السنين. لكن، الشق السلبي من هذه التظاهرات المرتد على القطاع الزراعي يتمثل في شلّ حركة أعمالنا واتلاف منتوجاتنا، حتى أننا عاجزون عن تصدير بضاعتنا إلى الخارج كما يجب”، لافتاً إلى أن “الجيش واكب امس نقل بضاعتنا وساعدنا في إيصال أكثر من مئة سيارة  إلى مرفأ بيروت من البقاع وطرابلس وجبل لبنان لأن الأسبوع الفائت لم نتمكن من تصدير ما يقارب الـ1500 طن من المنتوجات الزراعية، وعندما لا نؤمن حاجات الأسواق الخارجية تتجه الدول التي نتعامل معها إلى الاستيراد من بلدان أخرى”.

وأضاف “على مدى ثلاثة أيام بقي المزارع يقطف المزروعات الملزم بقطفها يوميا ثم تتلف نظراً إلى تعذّر توزيعها في الأسواق، مما أدى إلى فقدان أسواق الخضار المنتوجات التي يحتاجها المواطن يوميا، وارتفع سعرها ضعفين وثلاثة، في حين أن المزارع عاجز عن بيعها أو تصريفها”، مضيفاً “لذا رغم أحقية المطالب لا يفترض دفن المزارع في سهله وحجز حريته في التحرّك سواء من جهة التوزيع أو حتى الوصول إلى السهول المزروعة”.

واشار ترشيشي إلى أن “موضوع اقفال الطرقات وتصرّف كلّ شخص على هواه لا يجوز ولن نقبل به لأن لا يمكننا تحمّله، بعد مناشدة قيادة الجيش واستجابتها نناشد المعتصمين تسهيل اعمالنا”، مؤكدأ أن “الأوقات المحددة لمرور الشاحنات لا يلتزم بها الجميع”، متمنيا “معرفة مرجعية أو قيادة الحراك للتواصل معها والقول لها أنه لايجوز دفن قطاع من اجل قطع الطرقات، فللمزارع فرصة واحدة لا غير، كونه ينتظر عاماً كاملاً لقطف موسم ومنتوجاته بحاجة إلى متابعة يومية”.

ولفت إلى أن “ما من أفق واضح للأزمة، نحن لا نعرف متى نستعيد نشاطنا بشكل طبيعي، فإذا كان المزارع مستعداً للتضحية من أجل المطالب والوطن لا يمكنه في المقابل أن يعرف مصيره وعدد الأيام لاستئناف نشاطه”، خاتماً “نحن مع الثورة لكن في ساحات خاصة وحينها نقف في التظاهرات إلى جانب المعتصمين”.