Site icon IMLebanon

المحتجّون في صيدا: رسالة عون مخيّبة للآمال

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

دخل “الحراك الشعبي” في مدينة صيدا أسبوعه الثاني، حيث تكرر المشهد اليومي بين قطع الطرق صباحاً لشل الحركة التجارية واقفال المحال واستمرار “الاعتصام المفتوح” في تقاطع “إيليا”، وسط إصرار المحتجين على مواصلته بعد رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون حتى تحقيق مطالبهم وإسقاط “الرهان” على عامل الوقت لتنفيس الاحتقان والغضب ثم التراجع.

وتميز اليوم الثامن من الحراك، أولاً: بمواكبة رسالة عون، حيث جاءت مخيبة لآمال المحتجين الذين اعتبروها لا تقدم جديداً، سوى الوعود، والتسويف والمماطلة وشراء المزيد من الوقت من دون القيام بخطوة عملية، ثانياً: بتنظيم مسيرات جوالة داخل المدينة على مدى ساعات، وتوجيه الحراك الاحتجاجي أمام “مصرف لبنان”، حيث ارتفعت شعارات “فليسقط حكم المصرف”، ثالثاً: إصرار المحتجين على قطع كل الطرق الرئيسية والفرعية صباحاً من دون إحراق الاطارات والحفاظ على السلمية، مقابل تحرك الجيش اللبناني لاعادة فتحها من دون استخدام القوة، فحصل “كر وفر” أكثر من مرة وأصيب شخص تمت معالجته في المكان من قبل الصليب الاحمر اللبناني، رابعاً: إزدياد عدد المشاركين من قرى منطقة صيدا تجسيداً للشعار المرفوع “لكم طوائفكم ولي لبناني”.

صيدا والخطاب

 

عند تقاطع “ايليا”، لم تلق رسالة الرئيس عون آذاناً صاغية، يصر المحتجون على تحقيق كامل مطالبهم، اسقاط الحكومة، تشكيل حكومة انتقالية، محاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة ورفع السرية المصرفية، وفق ما قالت لـ “نداء الوطن” إحدى المشرفات هدى حافظ، التي أكدت في الوقت نفسه، انه جرى تشكيل “هيئة تنسيقية” للمحتجين في صيدا، بدأت بسبعة أشخاص ثم توسعت مع كبر الحراك، ونحن على تشاور كامل مع باقي المناطق، في النبطية وصور وبيروت بهدف التنسيق لتحقيق المطالب، موضحة أن “اللافت في الحراك الشعبي بدء انضمام قطاعات مختلفة اليه، من معلمين وأطباء أسنان وشعراء وفنانين، كلّ يعبر عن وجعه وآماله وتطلعاته”.

بينما شددت عبير قبلاوي، على أهمية “الاستمرار بالحراك لانه السبيل الوحيد لتحقيق المطالب خطوة تلو الأخرى، وكلام الرئيس عون يعبّر عن إرباك واضح بين تأييد الحراك وأحقيته وبين عدم القيام بأي خطوة عملية ترضيه”، قبل ان تضيف: “كنا نأمل أن يعلن تعديلاً حكومياً، ويتنازل عن بعض الوزراء، ليبدأ الحل… والحل بمفهومنا التغيير”.

وقال محمد الدرزي، إن “كلام عون لم يأتِ بجديد، إنما يلاقي الرئيس سعد الحريري في ورقته الاصلاحية التي جاءت في وقت متأخر ولا تحاكي الواقع الجديد مع الحراك الشعبي الغاضب، الرئيس عون كان يبحث عن المبررات في واقع لبنان الطائفي، من دون ان يجترح الحلول، يعني ما زلنا نراوح في المكان نفسه من دون ان نخطو الى الامام”، قبل ان يضيف: “صحيح ان النظام لا يتغير في الساحات، ولكنه يتغير تحت الضغط الشعبي وفي الساحات”.

وخاطب أمين عواضة عون بالقول “يا بيّ الكل… بكفينا ذلّ، نحن مثل اولادك، عليك اتخاذ خطوات جدية من أجل انقاذ الوضع، الجوع والفقر يحاصراننا ولم نعد قادرين على التحمّل، أمام الغلاء وارتفاع الاسعار ودفع فاتورتين عن كل شيء”