Site icon IMLebanon

«الثورة اللبنانية» لم تفرز بعد قيادة تمثلها

لم يفرز الحراك الشعبي اللبناني المستمر منذ نحو تسعة أيام، قيادات واضحة بعد، غير أن مجموعات من الحراك المدني بدأت تواصلها مع شخصيات سياسية مستقلّة. وكشف وزير الداخلية السابق مروان شربل أنه التقى وفوداً من المتظاهرين الذين بحثوا معه الخطوات التي ستتخذ وترجمة تحركهم إلى نتائج إيجابية. وأوضح شربل لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يحصل أكبر من ثورة، وهو تحوّل مفصلي بتاريخ لبنان». لكنه لفت، في الوقت نفسه، إلى أن «سقوط الحكومة يعني أن هناك فريقاً رابحاً (أي المتظاهرين) وفريقاً خاسراً (أي السلطة الحاكمة)، ولا بدّ من إيجاد مخرج يرضي الطرفين، ويحول دون دخول لبنان في الفوضى».

وكشف شربل أنه اقترح على الوفود خطّة من ثلاثة بنود، الأول القبول بورقة الإصلاحات التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري ومنحه مهلة لتطبيقها حتى نهاية السنة الحالية، والثاني استقالة الحكومة بعد تطبيق هذه الإصلاحات، والمجيء بحكومة من شخصيات غير حزبية تختار الرجل المناسب في المكان المناسب، والثالث أن يتعهّد أي من الوزراء الجدد عدم الترشّح للانتخابات النيابية المقبلة. ودعا إلى عدم تجاهل مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون و«إعلانه القبول بإعادة النظر بالوضع الحكومي».

من جهة ثانية، تخوّفت مصادر مواكبة للحراك الشعبي الذي يصفه مؤيدوه بأنه «ثورة»، من دخول عناصر حزبية على الخط لتخريب الحراك وإخراجه من الشارع بالقوة والترهيب. وأشارت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «حزب الله الذي يواجه عقوبات اقتصادية ومالية على قياداته ونوابه، لن يقبل بمحاصرته سياسياً في لبنان، وهو سيبدأ من بيئته في الجنوب إلى بيروت، حتى لو كلّف الأمر إراقة الدماء»، بحسب اعتقاد المصادر التي أكدت أن ما تشهده الساحة اللبنانية ليس منفصلاً عمّا يجري في العراق، وهو جزء من تطويق إيران و«يأتي عشية قرب الحلّ في سوريا».

ولا يزال غياب القيادة السياسية للحراك الشعبي مسألة محيّرة لقوى السلطة. ورأى الباحث السياسي الدكتور فادي أحمر، وهو أحد المشاركين في الحراك، أن «القيادة السياسية للثورة سيف ذو حدّين». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «تكوين قيادة لهذه الثورة في المرحلة الراهنة، يعني أن السلطة ستجرّها إلى الحوار ومحاورتها من موقع الضعف، ولذلك هي تطلب من الحكومة أن تستقيل، ومن ثمّ نتحدث في مرحلة تكوين السلطة». وقال «سيأتي يوم وتكون هناك قيادات، لكنّ المطلوب الآن الصمود في الساحات لتكوين هويتها»، معتبراً أن «قوّة الثورة تتجلّى في عدم مركزيتها، وتشكيل حلقة بشرية من طرابلس (شمال لبنان) إلى مدينة صور (جنوب لبنان)، وهذا ما يعطيها حرية مطلقة ويحرّرها من كلّ الالتزامات».