لا تزال مدينة طرابلس لليوم العاشر على الاحتجاجات القائمة في مختلف المناطق، الوجه “قبلة” الثورة لجهة حضارة وسلمية التعبير وعدم تسجيل اي عنف في ابلغ مشهد نبيل يُناقض تماماً الذي اُسبغ عليها منذ سنوات.
وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار لـ”المركزية” “هذه هي حقيقة طرابلس واهلها. وما كان يحدث في الماضي من جولات عنف بسبب وجود طابور خامس وايادٍ خارجية، هدفها تخريب المدينة وتشويه صورتها.
طرابلس مدينة مُسالمة لانها تربّت على قيم دينية وسماوية تعتزّ بها. وطالما هي بعيدة من غزو الطابور الخامس ستبقى مستمرة بنهج السلم والحياة المدنية الطبيعية التي يلتقي فيها المسلمون والمسيحيون والعلويون”.
وفي وقت لم تُقدّم السلطة حلولاً للازمة القائمة في البلد بإستثناء اقرار ورقة اقتصادية لم تُرضِ المتظاهرين، بإنتظار تحقيق المطلب الاوّل استقالة الحكومة، اشار المفتي الشعّار الى “ان رهانه الاساسي على الرئيس سعد الحريري، فهو ابن ابيه الذي جاء ليُعمّر لبنان وقدّم دمه فداء ذلك. من هنا لا يُمكن لسعد الحريري ان يتآمر على لبنان او شعبه، وانا اعتقد ان موضوع العصيان المدني او التظاهر تُقدّم عنده على اي امر اخر”.
اضاف “انا اراهن على موقفه وحكمته وعلى قراره الاخير ولا يسعه الا ان يستوعب ويتبنّى مطالب الشعب وان يحلّ الازمة القائمة حتى يطمئن الناس”.
واعتبر “ان لا يُمكن للحراك ان يتوقّف وان ينسحب المتظاهرون من الشارع الا اذا اطمأنوا ان مطالبهم بايادٍ امينة، وينبغي ان يكون من بين هذه المطالب مجانية التعليم والطبابة للبنانيين وإلغاء صناديق التعاضد كافة. ولا بد من رفع الحدّ الادنى للاجور واقامة مشروع “ماريشال” من اجل تخفيف العجز عبر تبرّعات الاثرياء”.
وتابع “وجع الناس واحد، وهم لا يرغبون ان يناموا في الشارع لوقت طويل بل تحقيق مطالبهم المحقّة”.
وحيّا المفتي الشعّار الجيش اللبناني وقائده العماد جوزيف عون الذي يُعتبر “الماسة” في لبنان”، كما حيّا المتظاهرين “الذين نزلوا الى الشارع متجاوزين اختلافاتهم الدينية والمذهبية وانتماءاتهم السياسية. فهؤلاء هم ثوّار احرار وشرفاء”.