Site icon IMLebanon

صيدا: شعارات تُعبّر عن الغضب… والدولار بـ 1780 ليرة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

 

لم يهدأ الحراك الاحتجاجي في مدينة صيدا في يومه التاسع، وقد ازداد زخماً بعدما انضم إلى المشهد الشعبي اليومي المزيد من القطاعات المدنية منها التربوية والفنية والطبية والطلابية، الذين نزلوا الى تقاطع “ايليا” للتعبير عن رأيهم وموقفهم وسط حلقات من النقاش والتشاور وأجواء تفاعلية، وتعميم إضافي بعدم اعتماد لغة “السباب” و”الشتائم” والحفاظ على سلميتها وحضاريتها.

وكما كل يوم، نزل المحتجون صباحاً وقطعوا الطرق الرئيسية والفرعية من دون إحراق الاطارات والحفاظ على السلمية، مقابل تحرك الجيش اللبناني لاعادة فتحها من دون استخدام القوة، فشلّت الحركة مع إقفال المحال التجارية في عطلة يوم الجمعة واستمرار اغلاق الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة والمعاهد والمصارف، باستثناء بعض محلات الصيرفة التي فتحت لشراء الدولار فقط من دون بيعه وقد وصل سعر صرفه الى 1780 ليرة لبنانية، وسط ازدياد النقمة على مصرف لبنان.

عند تقاطع “ايليا”، انتظر المحتجون كلمة الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، هي الثانية منذ اندلاع الحراك الشعبي في لبنان، بعد رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والورقة الاصلاحية التي قدمها رئيس الحكومة سعد الحريري، فيما كان اللافت عقد جلسة حوارية توعوية، بدعوة من حركة باسم “تربويو لبنان ينتفض”، حيث اوضحت المربية المشاركة إيمان حنينة لـ “نداء الوطن”، أن النقاش تركّز حول مطلب أساسي للحراك وهو إلغاء الطائفية السياسية، استناداً للمادة 59 من الدستور”، قبل أن تضيف: “كان السياسيون يتذرعون انه ليس لدينا مجلس نيابي يكون ممثلاً لكل حيثيات الوطن، واليوم بات لدينا مثل هذا المجلس وهو قائم على المناصفة وتمثيل الطوائف، وحتى الآن لم نجد أي تحرك لالغاء الطائفية السياسية في لبنان”.

في الجانب الآخر من “التقاطع”، نُصب العديد من الخيام، واحدة منها للأطفال الذين تهافتوا عليها للرسم والتلوين وكان للعلم اللبناني النصيب الاكبر منها، وأخرى “مساحة للتعبير الحر”، كتب كل واحد رأيه وموقفه من دون ذكر اسمه وعلّقها في “الهواء الطلق”. البعض كتب “استعادة الأموال المنهوبة”، البعض الآخر “يسقط العهد وصهره”، وثالث “لبنان – ثورة 17 تشرين الاول”، ثم “30 سنة وحكوماتنا ما قدرت تجيب كهرباء ومي، عن أي ورقة اصلاحية تتكلمون؟ صيدا تنتفض – لبنان ينتفض”.

وقال الطبيب رامي شياح لـ “نداء الوطن”: “كتبت شعار “الحق يؤخذ ولا يعطى”، قبل أن يضيف: “يجب على كل انسان يشعر أن حقه مسلوب ويريد استعادته، عليه النزول الى الشارع. الصمت لا يوصل الى الحق، والحق يجب ان يرتفع”، مشدداً على “أهمية استمرار الحراك بنفس العزم والارادة حتى نصل الى نتيجة، رغم أن لبنان يتداخل بطوائفه، لكن هذا الحراك أسقطها، وباعتقادي أن اركان السلطة لا يمكن لهم أن يتنازلوا عن مناصبهم وكراسيهم بسهولة ويعتمدون على عامل الوقت”.

على لافتة كبيرة كتب المحتجون مطالبهم: “إسقاط الحكومة، تشكيل حكومة إنتقالية، محاسبة الفاسدين، إستعادة الاموال المنهوبة، رفع السرية المصرفية وإسقاط حاكم المصرف”. ووسط المحتجين، رفع شاب لافتة كُتب عليها “أيها الثوار، مثلما أثبتم للخارج عفوية وحضارة وسلمية ثورتكم، “فرجوا” الداخل نزاهتها ورقيّ أخلاقكم، لا سباب… لا شتائم”. بينما رفعت شابة “يا بنكون واحد، يا منموت واحد واحد”. ورفعت أخرى “أنا مني بنت شارع ولا نزلت كرمال أعرض حالي، أنا نزلت على الشارع كرمال عبّر عن وجعي، أنا بدي لبنان”. بينما رفع فتى “ما فيي أحمل جنسية أمي، بس فيي دافع عن ثورتها”. وقال الفتى مؤمن حمادة لـ “نداء الوطن”: “لقد جئت الى تقاطع “ايليا” كي أرفع صوتي، بدنا هوا ومي نظيفة غير ملوثة، أخشى الاصابة بالامراض”.

هذا وشاركت المحتجين، مجموعة من الفنانين اللبنانيين، اعتصامهم المفتوح، يتقدمهم بديع ابو شقرا وعبدو شاهين، مؤكدين “أحقية الشعب اللبناني بالثورة وحقه المطلق بالتعبير عن رأيه ليناله في مستقبل أفضل له ولأولاده”، داعين الى استمرار “النضال من أجل التغيير”، وبعد ذلك أنشد الجميع “نشيد الثورة” وسط الحماسة والتصفيق.