عمل بعض وسائل الإعلام على اجتهاد في غير محلّه للإيحاء بأنّ رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض انشقّ عن تكتّل “لبنان القوي”، وذلك من خلال البناء على مواقفه المؤيّدة لمطالب الشعب والمطالبة بالإسراع في الاستجابة لمطالب اللبنانيّين باستقالة الحكومة الحاليّة وتشكيل حكومة من المتخصّصين وأصحاب الكفّ النظيف.
لكنّ الحقيقة ساطعة كالشمس، فمعوض لم ينشقّ عن التكتل رغم تمايزه عنه في عدد كبير من الملفات السياسيّة، وهذا معروف وواضح في ملفات مثل سلاح “حزب الله” والعلاقة مع النظام السوري وغيرها من الملفات. ومنذ اليوم الأول للثورة دعا معوض في عدد من التغريدات إلى احترام الإرادة الشعبيّة ومطلب اللبنانيّين باستقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة من المتخصّصين وأصحاب الكف النظيف، إضافة إلى احترام حق اللبنانيّين بالتظاهر وعدم التعرّض لهم واستنكار ما قام به مناصرو “حزب الله” في رياض الصلح.
ولكنّ القفز من بوابة مواقف معوض للاجتهاد والاستنتاج بأنّ معوض انشقّ عن التكتل أو استقال منه هو اجتهاد في غير محلّه الصحيح لأنّ علاقة معوض بالتكتل مبنيّة أساساً على دعم موقع رئاسة الجمهوريّة مع حفظ كل من الجانبين بحقّهما في الاختلاف في أيّ من الملفات التي يحصل فيها تباين.