لا شك أن “ثورة 17 تشرين” رسمت مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان الحديث، وما بعد 17 تشرين لن يكون كما قبله. الخطوة الاولى في رحلة الالف ميل بدأت مع تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة تكون على مستوى آمال وطموح اللبنانيين، تخرج البلد من أزماته التي يتخبط بها منذ التسعينات، من فساد مستشر في إدارات الدولة ونهب لمقدراتها، في حين ان الشعب يئن تحت وطأة البطالة وفقدان ادنى حقوقه من استشفاء وضمان شيخوخة وتعليم مجاني واللائحة تطول.
وكبادرة حسن نية، بدأ “الثوار” فتح الطرقات، معلنين حصر التظاهرات بالساحات وأعلنت معظم المدارس والجامعات فتح أبوابها غدا واستئناف الدروس. وعلى رغم ان القرار الرسمي لم يصدر بعد عن إدارة الجامعة اللبنانية باستئناف الدروس، الا ان رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة يوسف ضاهر أكد “ان الجامعة تتأثر بما يحصل، ولكن في حال فتح الطرقات فمن المتوقع صدور قرار من رئيس الجامعة بفتح ابوابها. وكما سمعت من الحراك، فهناك مهلة اعطيت كي يتنفس المواطنون، بانتظار ما ستؤول اليه الامور على صعيد تأليف الحكومة والوجوه الجديدة التي ستضمها”، موضحاً “ان الهيئة ستجتمع قريبا لاتخاذ القرارات المناسبة في ضوء التطورات”.
وأضاف: “عمليا لم يتحقق اي من مطالب الجامعة التي طالبنا بها، ولا نعرف كيف ستعالج الامور حاليا مع سقوط الحكومة الحالية. فرئيس الجمهورية رد لنا قرار الخمس سنوات. وهل سيطرح هذا القانون مجددا على مجلس النواب وكيف وفي اي ظروف. هناك امور كثيرة استجدت في هذا الحراك او الثورة التي حصلت، وندرس لنر كيف ستكون الامور واي منحى ستسلك وما هي الاحتمالات لنبني عليها من اجل متابعة المطالب وتحقيقها”.
والجامعة اللبنانية ضمّت صوتها الى صوت “الثوار” مطالبة باحترام حقوق الاساتذة التي لم تلقَ آذاناً صاغية من المسؤولين اللبنانيين وبقيت حبرا على ورق ووعودا من دون تنفيذ، وأهمها منحهم ثلاث درجات إضافية كي تصبح رواتبهم متوازنة مع بقية القطاعات العامة، وزيادة خمس سنوات عند احتساب المعاش التقاعدي، للذين لا تصل سنوات خدمتهم إلى 40 سنة، وضمّ المتفرغين إلى الملاك وتفريغ المتعاقدين.