ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ساعة سجود أمام القربان المقدس في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة والراهبات والمؤمنين.
وألقى الراعي تأملا قال فيه: “نسجد الليلة أمام القربان المقدس لمدة ساعة كي نجدد إيماننا بحضور المسيح معنا وفي ما بيننا وهو مصدر إيماننا وصخرة رجائنا وينبوع محبتنا. نواصل صلاتنا مع كل الذين يتألمون للأوضاع التي يمر بها لبنان ومع كل الناس الذين يواصلون تظاهراتهم وحركتهم في الشوارع والساحات ومع كل الناس الموجودين في منازلهم، كما مع كل المرضى في المنازل والمستشفيات”.
وأضاف: “نصلي مع كل من يحمل هم الوطن لنضع كل أمنياتنا ومقاصدنا الصالحة بين يدي الرب يسوع وأمام محبته العظمى. ولو كانت الأوضاع تبدو ربما غير مريحة جدا أو سيئة أكثر، فإن هذا يستوجب منا جميعا الإصغاء أكثر إلى صوت الرب الحاضر معنا والذي يقول لنا: “لا تخافوا”. عندما هاجت الأمواج على السفينة، كما يقول الإنجيل، وكان يسوع يقول لا تخافوا أنا هنا وقام بتهدئة العواصف، كانت تلك علامة للكنيسة وهي السفينة التي تسير في هذا العالم. نعيش العواصف والرياح ولكن نجدد إيماننا بالإصغاء إلى صوت الرب “لا تخافوا أنا هنا، أنا معكم”.
وتابع: “في الوقت نفسه في هذه الساعة المباركة نصلي ونلتمس من الرب يسوع أن يلهم المسؤولين. كي يخرجهم من أنانيتهم، ولكي يجملهم بالتجرد ولكي يتخلوا عن مصالحهم الصغيرة التي تشكل العوائق التي تقف أمام الحلول وأمام تشكيل الحكومة الجديدة المنتظرة من الشعب كله. نضع كل ذلك الليلة في قلب محبة الرب يسوع، ونجدد ثباتنا بالإيمان بحضوره معنا ورجاءنا به ونتمسك بالقيم الروحية والإيمانية لأنه ربما فقدنا ونفقد الكثير منها، خاصة بين شبابنا. وإننا نشهد الكثير من التجاوزات التي ليست في محلها ومن الأمور غير الأخلاقية، إضافة إلى دخول تيارات مندسة معادية للكنيسة وللدين وللقيم وللأخلاق”.
وختم: “نحن نقول لكل الصبايا والشباب لا تسمحوا بأن تعبث بكم هذه التيارات وتفسد تفكيركم وقيمكم. صحيح أننا نمر بمصاعب كثيرة وقاسية، وهناك أيضا رياح تتقاذف الكنيسة، سفينة الخلاص ولكن ربان هذه السفينة هو الرب يسوع “وأبواب الجحيم لن تقوى عليها”.