كتبت رندة تقي الدين في صحيفة “نداء الوطن”:
نصيحة المرشد الإيراني خامنئي للشعب اللبناني المنتفض على الطبقة السياسية بأن تكون تظاهراتهم ضمن القانون، تدخّل فادح ووقح. فالمؤامرة الحقيقية التي يرغب في التحدث عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ليست كما يقول من المتظاهرين في الشارع بل هي من التدخل الإيراني. إيران بالشراكة مع سوريا الأسد الأب والإبن أنشأت “حزب الله” ودعمته منذ الثورة الإيرانية. ومنذ سنوات طويلة فرضت على لبنان حزباً يتحكم بسلاحه غير الشرعي لمصلحة ايران وسوريا ويعمل بالوكالة للنظام الإيراني أينما كان في الشرق الأوسط والخليج. فأي قانون هذا الذي يتكلم عنه المرشد الإيراني ويفرضه “حزب الله” بتمسكه بسلاح غير شرعي، مع فرض وزراء منبوذين من الشعب ومحاصرة وتهديد سياسيين لا يوافقون على تدخل إيران. وفي ماضٍ قريب تمّ تنفيذ عمليات التخلص من بعضهم وباتت لائحة شهداء لبنان تضم الكثير من السياسيين والصحافيين.
هذه هي المؤامرة الحقيقية بوجه بلد اقتصاده على شفير الهاوية ومصارفه أصبحت تحت مجهر المراقب الاميركي، والبعض منها تمّت معاقبته بسبب “حزب الله” والسياسة الإيرانية في المنطقة.
الشعب المنتفض في الشارع أصبح قوة في وجه هذه المؤامرة التي هي شراكة بين “حزب الله” وإيران؛ فسقطت التسوية السياسية التي هندسها “الحزب” ووافق عليها الرئيس سعد الحريري، معتقداً أنه ينقذ البلد من الفراغ. وأحسن في استقالته مستجيباً ومتفهماً لمطالب الشعب. ماذا بعد استقالته ومن يتولى رئاسة الحكومة إذا بقي “حزب الله” يفرض شروطه بالاصرار على وزراء انتفض عليهم الشعب؟
نفوذ “الحزب” الآن مهدد من إرادة شعب لم يعد يقبل الفساد الذي ينتشر منذ عقود في البلد. و”حزب الله” وحلفاؤه يسيطرون على المرفأ والمطار وكل مداخل البلد من حيث يتمّ التهريب بكل انواعه ويساهم في اقتصاد لاشرعي في البلد.
صرخة المتظاهرين ووجعهم في كل انحاء البلد من طرابلس الى صور والنبطية معاقل “حزب الله”، إلى بعلبك وبيروت ينبغي أن يجدا حلاً جذرياً وإلا انهار البلد كلياً. لم يعد الاقتصاد اللبناني يحتمل المزيد من الكوارث. هناك دراسة للبنك الدولي معبرة عن تأثير الحرب السورية على كل من الأردن ولبنان. وبحسب هذه الدراسة، لو لم تكن هناك حرب سوريا لكان النمو في الأردن مرتفعاً أكثر بكثير مما هو حالياً. أما في لبنان لكان النمو بالمستوى نفسه الذي هو حالياً، ما يعني أن حجة اللاجئين السوريين لا تبرر تراجع النمو بل للفشل وفساد الطبقة السياسية اللبنانية.
إن الواقع الشعبي في ساحات مدن لبنان يصرّ على التخلص من الطائفية. والرهان أن ينتصر الشعب سلمياً على مؤامرة إيران و”حزب الله”. والمطلوب ألا يُترك لبنان الى هذا الثنائي الإيراني اللبناني، على أن تساعده الدول العربية الصديقة بدعمه مالياً ربما بوضع ودائع في المصرف المركزي، قد يعيدها لبنان عندما ينتعش مثلما حدث في السابق، وألا يُترك لهيمنة إيرانية اجتاحت سوريا والعراق ولبنان. وهذا يتطلب حكومة برئاسة شخصية يمكنها أن تشجع على ذلك وليس شخصية سنية تابعة لـ”حزب الله”، تكون بمثابة نوايا على نمط الوزير جبران باسيل.