كتب عماد موسى في صحيفة “الاخبار”:
الثلثاء، وصلوا. مرحبا يا جماعة. كيف الحال؟ هيا بنا إلى العمل. وبدأ النقار. إشتغلوا ببعضهم كثيراً، وبالملفات قليلاً. لكن، والحق يُقال، ما حدا خلّا حدا يشتغل. هناك طابور خامس في حكومة الحريري وظيفته الوحيدة منع الوزراء النشيطين من العمل، فيكون مثلاً غسان عطالله حاملاً سبعة ملفات أو ثمانية وكلها حيوية لوضع لبنان على خريطة الدول العظمى، فيمد الطابور قدمه ويفركش غسان. لكن، ولله الحمد والشكر، ظمطنا بموازنة الـ2019 وبجسري جل الديب وبأكاديمية الحوار والتلاقي وبمليون مشروع فيما لو “خلّونا نشتغل”.
ليس الوقت وقت محاسبة. فلنبق بالإطار الإنساني، سيشتاق اللبنانيون أولاً لمحمد شقير أحد محركي ثورة تشرين الاول، سيشتاقون إلى مناكفاته مع رئيس حركة المحرومين ـ الإنتفاضة اللواء جميل السيد. ومحمد المتأثر باستقالة الحكومة أبلغ للحريري في تغريدة وجدانية “نحن معك” و”يا ريتك ما كنت معي”، يقول الحريري في سرّه.
مرحبا. كيف الحال؟ باي باي.
مرّت 10 أشهر مثل الحلم. تعرفنا في خلالها إلى وزراء “إلن تم ياكل ما إلن تم يحكي”.
مثلاً سألت 1000 مواطن من كان وزير العدل في الحكومة المستقيلة ( فاصل بكاء) فجاءت الأجوبة على الشكل التالي: 36,5% سليم جريصاتي 4,3% فادي جريصاتي 5.5% وغادة عون 51.7 وألبير سرحان 3%. الحق عليه. ما طلع حسّو. ومثله عادل أفيوني وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والإستثمار وزميلتنا السابقة وزيرة دولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب فيوليت خيرالله الصفدي. تحتاج إلى 10 أشهر كي تحفظ إسم وزارتها. صراحة “ما تهنّت” ولسان حالها وحال ثلثي سكان لبنان “ألله لا يوفقك يا جبران”. مسكين جبران، ظُلم.
إشتغل بيديه ورجليه كي يشكّل لنا حكومة، ويؤمن لنا الكهرباء، ويُطلّع لنا النفط والغاز، ويزين لنا الحدائق، ويرجّع النازحين، ويعيد سوريا ـ الأسد إلى الحضن العربي، ويعدّ لنا رئيساً جديداً في العام 2022 أو قبل هذا الموعد، وطلع آخر شي بلا جميلة. أنا بدلاً منه أعتزل السياسة وأنصرف إلى الرسم الإنطباعي.
مرحبا. كيفكن. باي باي..
لم يمنح الثوار الياس بوصعب فرصة كي يرث غسان حاصباني ولو ليوم واحد. اللواء عصام أبو جمرة عمل “دولة رئيس” مرتين والياس لم يعمل. أين العدل؟ الحق كل الحق على جوليا. شو بدك بـ”يا ثوار الأرض”؟
حسن، جمال، محمد، محمود، ندى، جميل، أواديس، منصور عاجز أنا عن وداع هذه الوجوه الطيبة. فلنغنّ لهم كلنا سوا “خلصت خلصت قصتنا وكانت قصة حلوة كتير. باي باي باي باي باي باي يا حلوين”.