كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:
طغى الحدث الأمني الذي شهدته كفررمان وتحديداً سهل الميذنة على المشهد اللبناني، بحيث جاء في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان.
وظهر الخميس كان مختلفاً في قرى التركية، صوت قوي انطلق من خلف جبل الرفيع، ليغطي على أصوات اناشيد الثورة. دخان ابيض تصاعد في السماء، رفع منسوب التفاؤل لدى العديد من المواطنين الذي شاهدوا بأم العين الصاروخ ينطلق باتجاه طائرة مسيرة إسرائيلية، ورغم انه لم يصب الهدف، الا انه وجه رسالة قاسية لاسرائيل بحسب المعلم عباس “ما يفكر العدو يلعب معنا”.
الحدث الأمني سيطر على مشهد حراك النبطية الذي ضعف وهجه كثيراً، لم يشهد تغييراً، أو تعديلاً في برنامجه، وحده الحديث عن “المقاومة” شغل بال المعتصمين عند دوار كفررمان. علي بدير احد رموز الساحة، يتابع بدقة الاخبار الواردة عبر هاتفه، مثله مثل كل الحاضرين، بالنسبة إليه الهاتف هو رمز الثورة الاعلامي، يتابع الجميع اخبار الحراك عبره، يتم تناقل الصور والشعارات والبيانات عبره، فهو لسان حال الجميع والناطق عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لا ينزل من يد احد، وتؤرشف عبره لحظات الثورة، والنزالات داخل الساحات.
يكتب بدير عبر صفحاته بإفتخار عن انجاز “المقاومة” ليؤكد: “كلنا مقاومة” ولن نحيد عن هذا الخط، ومحاربتنا للفساد أيضا “مقاومة”. يتابع التعليقات الواردة مثله مثل كل شباب الاعتصام، فالعين اليوم كلها على ثورة لبنان. يرفض يوسف سلامة سياسة قطع الطرقات لأنها لا تخدم الثورة، يجدد التأكيد على مطالب الحراك، لكنه يعول على استجابة الدولة، وإن شكك بالأمر، “فلأنه حينذاك سنعتمد سياسة تصعيدية جديدة، أعطينا الدولة 48 ساعة لانطلاق عجلة تسمية رئيس حكومة والبدء بتشكيل حكومة، وغداً تنتهي، وإن لم نلمس تجاوباً، نبدأ السبت بخطوات تصعيدية والاعتصام أمام المصارف والدوائر الحكومية”.
لم يتحرك الشارع التيجاني، بقي أهله يتابعون ما يحصل في القرى كافة، يأسف البعض لانجرار البعض نحو الفوضى، فيما يرى البعض الآخر اننا امام مرحلة مفصلية: إما تحقيق المطالب او العودة الى نقطة الصفر.
حتى الشباب الجامعي الذي كان على موعد مع اعتصام لدعم الجامعة، فضل إلغاءه والانتظار، فيما سجلت عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة لتعود عجلة الحياة إلى طبيعتها، عجلة لا يخفى على أحد أنها متوقفة، مع بروز أزمة دولار ومحروقات وارتفاع ملحوظ في اسعار السلع الاستهلاكية والغذائية بنسبة 20 بالمئة، ارتفاع هز جيوب المواطنين الفارغة أصلاً من نقود الدولة المصادرة.