العاصفة الشعبية التي هبّت على المناطق اللبنانية كافة بجميع أطيافها وطوائفها ومذاهبها وانتماءاتها السياسية خلّفت دمارا شاملا في أساسات السلطة، حتّمت عليها اتخاذ قرارات ودفعت بعض القوى السياسية الى إعادة التموضع. ولم تقتصر اضرار العاصفة على استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، إنما شملت أيضا “التيار الوطني الحر” وتكتله النيابي “لبنان القوي” الذي كان مكونا قبل 17 تشرين الاول من 29 نائبا، ليتقلّص العدد بعد هذا التاريخ الى 27 بعد خروج النائبين شامل روكز ونعمت افرام من صفوفه.
وتعليقاً على قراره، أوضح افرام أنه “منذ فترة اتخذت مواقف متميّزة عن مواقف التكتل الذي أنتمي إليه ولا أوافق على طريقة معالجة الأزمة من خلال الورقة الإصلاحية، لذلك أطالب باستقالة الحكومة”، في حين قال روكز: “لا أجتمع مع التكتل منذ الموازنة ومنذ المس بحقوق العسكريين”.
وعن الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة، أكد افرام، لـ”المركزية”، أنه سيشارك كمستقل في الاستشارات، مشددا على “أنه لم يتخذ قراره بعد في تسمية الرئيس الحريري او غيره، بانتظار الجو وما سترسو عليه الامور”، لافتا إلى “أن ضبابية هائلة تسيطر على أجواء المشاورات. اليوم سأقوم بجولة أفق للاطلاع على الجديد ومعرفة الاسماء المطروحة، لنبني على الشيء مقتضاه”.
وردا على سؤال حول السعي لتأسيس تكتل مع نواب مستقلين، قال: “من السابق لأوانه الحديث عنه، لن نعلن الاسماء حاليا، هناك تكتم تام حول الموضوع، إنما هناك نية لتأسيس تكتل، ولكن ليس في المدى المنظور، لا داعي للسرعة، وكل الافرقاء يؤيدون هذا الخيار. فضلنا التريث وأن نبقى لبعض الوقت مستقلين”.
من جهته، أكد روكز، لـ”المركزية”، مشاركته في الاستشارات كمستقل، لافتا إلى أنه لم يتخذ بعد القرار بتسمية الحريري ام غيره.
وأضاف: “المشاورات تستغرق حاليا وقتا قبل البدء بالاستشارات، من اجل تصويب الامور باتجاه واحد لسهولة التكليف والتأليف”، آملا بأن “تتجه الامور بسرعة باتجاه الحلول لأن الشارع ينتظر والناس يترقبون والبلد مجمد”.
ونفى ان يكون منخرطا في فكرة تأسيس تكتل يضم نوابا مستقلين، قائلا: “لم نكن ولسنا بصدد تأسيس اي تكتل”.