كتبت ماريانا معضاد في جريدة الجمهورية:
التخطيط الأُسري هو تنظيم للشؤون الأُسرية وفق برنامج محدّد لتحقيق أهداف معيّنة خلال فترة زمنية. وتكمن أهميته في أنّه يساعد الأسرة في تحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها. ومن خلاله، يمكن أن تحقق الأسرة اكبر قدر من السعادة الأُسرية من خلال الالتزام بالواجبات وأداء المسؤوليات.
في حديث مع «الجمهورية»، قال البروفسور أنور نحاس، الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد، وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت في المركز الطبي، ورئيس دائرة الجراحة النسائية والتوليد في الجامعة الأميركية: «لا يمكن للأسرة أن تُرزق بعدد غير محدّد من الأولاد. فعلى كلّ ثنائي قبل الزواج أن يتّفق على عدد الأطفال المرغوب فيه وعلى الفترة الفاصلة بين طفل وآخر. وثمة توجيهات دولية حول الفترة اللازمة بين حَبل وآخر كي يرتاح جسم الأم ويعود إلى طبيعته، وكي يعود الحليب إلى المستوى الطبيعي قبل الحَبل من جديد».
مخاطر إنجاب طفلين في فترة وجيزة
أوضح د. أنور: «عندما تُرزق امرأة بطفل ثانٍ بعد فترة وجيزة من الطفل الأول، تواجه دائماً مشكلات خلال حَمَلها. في الواقع، تنصح منظمة الصحة العالمية بفارق مثالي هو عامين بين طفل وآخر. أما في لبنان، فينصح الأطباء على الأقل بعام واحد، والأفضل هو 18 شهراً. ولكن لو أرادت الأم أن يعود جسمها إلى طبيعته، وأن تستعيد عافيتها النفسية، فهي بحاجة إلى عام ونصف تقريباً».
مختلف وسائل منع الحمل
في مسألة أنواع وسائل منع الحمل، فبحسب د. أنور، «تتعدّد الوسائل، وكل امرأة يناسبها نوع منع حمل معين قد لا يناسب غيرها. المهم هو البحث عن البدائل، والاستفسار أولاً إن كانت تريد وسيلة منع حمل دائمة أو موقتة». وشرح: «من وسائل منع الحمل النهائية أو الدائمة: ربط الأنابيب. هي وسيلة لا رجوع عنها. ومن تلك الموقتة (وهي الأكثر استعمالاً): تشمل بعض الوسائل، الهرمونات مثل حبوب منع الحمل، وإبر الهرمون كل 3 أشهر في العضل، وزراعة جسم صغير تحت الجلد… وبعد استعمال هذه الوسائل، تعود الإباضة وتستعيد المرأة إمكانية الحمل».
ووفقاً لأنور: «تعتمد فعالية وسائل منع الحمل على طريقة استعمالها. وثمة وسائل أخرى، مثل وضع جسم غريب داخل الجسم، كاللولب مثلاً. وللولب نوعان: نوع يحتوي على النحاس (وقد يقوّي الدورة الشهرية لفترة، لأنّ الجسم يعتبر النحاس مادة غريبة عنه ويحاول التخلّص منها، أو قد يُحدث التهاباً)، ونوع يحتوي على الهرمون. ويمكن أن تبقى المرأة على هذا الجسم لمدة تصل إلى 5 سنوات، كما يمكنها إزالته قبل ذلك».
نصيحة الدكتور أنور: «إن لم يناسبكِ هذا النوع من حبوب منع الحمل حاولي نوعاً آخر».
فعالية وسائل منع الحمل
لحبوب منع الحمل نوعان من الهرمون (أستروجين وبروجستيرون) مع استعمال لثلاثة أسابيع: حوالى 99%.
حبوب منع الحمل بهرمون واحد (بروجستيرون) مع استعمال يومي من دون استراحة: فعالية أقل بكثير (حوالى 55%).
لمن نعطي حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون واحد فقط؟
للفئات التالية:
– إذا كانت المرأة تدمن التدخين
– عمرها فوق 35 عاماً
– لديها تاريخ في سرطان الثدي
– تعاني من مرض الكبد (خوفاً من الجلطات)
– تعاني من الصداع
– كما للأمهات اللواتي يُرضعن، إذ تخفف الهرمونات كمية ونوعية الحليب. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأم التي تُرضع (دون استعمال أي حليب مصنّع) ترتفع نسبة الفعالية إلى 99% تقريباً لديها.
ملاحظة: الحل المثالي هو استعمال نوعين لمنع حمل، مثل حبوب منع الحمل مع اللولب (من دون هرمون) لأخذ الحيطة أكثر.
هل الهرمونات مضرّة؟
وفقاً للدكتور أنور، تناول حبوب منع الحمل يؤدي إلى احتمال احتباس الماء في الجسم وزيادة الوزن (ليس أكثر من 2 كلغ)، ويستلزم جسم
المرأة فترة للعودة إلى الدورة الطبيعية والإباضة بعد التوقف عن تناولها، كي تصبح جاهزة للحمل.
المسألة الوحيدة التي فيها شكوك هي للنساء اللواتي يعانين من تاريخ عائلي في سرطان الثدي. فقد أظهرت بعض الدراسات أنّ حبوب منع الحمل تزيد من احتمال الإصابة، فيما أظهرت دراسات أخرى أنّها لا تزيد من خطر الإصابة.
من جهة أخرى، تخفّف حبوب منع الحمل من احتمال الإصابة بسرطانات الرحم، وكلما تزيد فترة الاستعمال يزيد مستوى الحماية. كما أنّها تنقّي الوجه وتحسّن البشرة، وتخفف الدورة الشهرية إن كانت قوية، كما أنّها تفيد النساء اللواتي يعانين من فقر الدم، وتخفف احتمال تكيّس المبيض. وتُستَعمل أيضاً كعلاج لعدم انتظام الدورة الشهرية.
وأكّد د. أنور: «ليس صحيحاً أنّ استعمال حبوب منع الحمل لفترة تؤثر على الخصوبة. ما يحصل هو أنّ المرأة أحياناً كانت ستعاني أصلاً من صعوبات الحمل قبل أخذ الحبوب، ولكن لا يمكننا معرفة ذلك. ولا تظهر الصعوبات مسبقاً. لذا الصعوبة أصلاً موجودة وليست الحبوب هي السبب».
ولفت: «في البلدان العربية ولبنان، قليلاً ما نفكر في وسائل منع حمل للرجال. فدائماً المرأة هي التي تخضع للعملية مثلاً. عملية قطع قناة المنوية سهلة، فيما عملية ربط الأنبوب أصعب بكثير للمرأة. رغم ذلك، المرأة هي التي تخضع للعملية، لأننا نعيش في مجتمع ذكوري».