كتبت زينة طبّارة في “الانباء الكويتية”:
رأى الناشط في الحراك الثوري المحامي واصف الحركة، ان خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة دخوله في السنة الرابعة من ولايته، لم يأت على مستوى الأزمة، معتبرا ان البلاد في انهيار دراماتيكي يتطلب إجراءات جريئة وسريعة وأهمها دعوة النواب الى الاستثمارات الملزمة لتكليف رئيس للحكومة، وهذا ما لم يتطرق إليه خطاب الرئيس، ما يعني ان الرئاسة تركت الموضوع مفتوحا إما بسبب الخلافات المعهودة والدائمة على تقاسم الجبنة بين أهل الحكم، وإما للمماطلة بهدف تمييع الأمر بالرغم من دقته وحساسيته والضغوطات المحيطة به، معتبرا بالتالي ان هذا التصرف أكد المؤكد اننا في مواجهة سلطة لم تدر بوجود ثورة تعم البلاد، ولم تع أن خبط أقدام الثائرين وضعت منذ 17 أكتوبر الماضي حدا للعبة التسويات والاتفاقات والمحاصصات.
وردا على سؤال حول النصف الملآن من الكأس ألا وهو تأكيد الرئيس عون بأن الحكومة ستكون من خارج الانتماءات السياسية، قال الحركة: «نحن واعون لما تسعى اليه السلطة، فالقول (من خارج الانتماءات السياسية) كلام مبهم غير قابل لالتماس حقيقة ما ينطوي عليه، بمعنى آخر انه مجرد فخ لن يقع الشعب به، فغدا سيأتون بمستشارين لهم من خارج الضوء السياسي ليوهموا الناس بأنهم مستقلين غير مرتبطين بأي حزب او تيار، لكن الشعب بالمرصاد وسيدقق بالبيانات الشخصية لكل اسم مرشح للتوزير، هذه السلطة مستمرة بسياسة استغباء الشعب الذي نزل الى الطرقات رفضا لها وللمنظومة السياسية التي أفلست البلاد وعاثت بالأرض فسادا كسادا».
وأردف الحركة: «كل الأجواء كانت تؤشر الى ان خطاب الرئيس عون لن يكون على مستوى الآمال، وقناعاتنا تؤكد ان هذه السلطة لن تقدم على اي خطوة إيجابية لوقف الانهيار ومحاسبة السارقين، بدليل الحركة الاستعراضية غير القانونية المتمثلة برفع بعض النواب السرية المصرفية عن حساباتهم.
لذا، فالحراك سيذهب بعد وقفته التحذيرية أمام قصر بعبدا الى تصعيد مواقفه وضغوطاته في الشارع، وسيدرس كل الخيارات التي من شأنها إحداث صدمات إيجابية تجعل السلطة تتنبه الى ان في الشارع أكثر من ثلث الشعب اللبناني يطالب برحيلها، وأكثر من ثلثيه إذا ما أضفنا اليه المؤيدين والداعمين للثورة الذين بقوا في منازلهم لأسباب عديدة، نحن مقتنعون بأن هذه السلطة لن تحاكم نفسها ولن تستطيع ان تكون سببا في الحل انطلاقا من قول المتنبي (فيها الخصام وهي الخصم والحكم)».
وتابع الحركة: «يبدو اننا ذاهبون الى مواجهة من نوع جديد وقد تكون مواجهة عامة شاملة، ولتعلم السلطة انها لن تستطيع ترهيبنا لا بزرع المخربين والزعران بين الثوار، ولا بتصرفها البوليسي «شارع مقابل شارع»، ولا بدس ملايين الشائعات والأكاذيب عن أساليب التمويل وعن وجود خلافات مذهبية وطائفية بين الثوار، نحن لبنانيون صوتنا واحد وديننا واحد هو لبنان فقط ومستمرون في المعركة لآخر نفس بكل الطرق السلمية حتى إسقاط المنظومة الفاسدة من رأس الهرم حتى قاعدته».