كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:
أهم ما في تظاهرة التأييد التي انطلقت الى بعبدا، بدعوة من “التيار الوطني الحر”، أنها شكّلت دافعاً اساسياً لحشد المشاركة في اعتصام “أحد الوحدة” الذي دعا اليه الحراك من أجل القول إن الثورة لم تتوقف عند استقالة الحكومة، ولأن الثوار يريدون القول اننا لن نسكت إلا بإسقاط السلطة الفاسدة.
وكان لافتاً أن عدد المنطلقين من البقاع الى بعبدا لم يكن على قدر طموح قيادات التيار في البقاعين الغربي والاوسط، وبحسب أحد قياديي التيار إن مدينة زحلة خذلت “تيار رئيس الجمهورية من حيث الحشود التي كانت متوقعة”.
ولفت أحد المتابعين إلى أنه نتيجة لعدم تفاعل البقاعيين مع دعوة التيار البرتقالي بدأ قياديو البقاع الترويج ان لكل مشارك في تظاهرة التأييد مبلغ مئة دولار ولكل صاحب فان مئتي دولار، مما حدا بقيادة التيار في البقاع الغربي للاستعانة بمجموعة بعثية من بلدة كامد اللوز لأن تؤمن “فان” من القرى السنية للدلالة على وطنية تظاهرة التأييد وعدم حصرها بفريق مسيحي.
واذ بزحلة والقرى المجاورة ترد على “البرتقاليين” عند الرابعة عصراً بحشود بقاعية وزحلية كثيفة للتأكيد ان الثورة “مستمرة ومكملة للوصول الى مطالبها في اسقاط منظومة الفساد واجراء انتخابات مبكرة”. واعتبار الرئيس ميشال عون رئيساً للعونيين وليس لكل اللبنانيين.
انطلقت الحشود بمسيرات سيارة من قرى البقاع الغربي باتجاه المرج حيث كان في انتظارها مسيرة سيّارة من المرج وبرالياس وكذلك من منطقة راشيا باتجاه المصنع حيث التقت المسيرات وانطلقت الى زحلة للمشاركة في الاعتصام، وايضا من قب الياس وجديتا وتعلبايا وسعدنايل للقول إن “الثورة ليست ضد طائفة وليست محسوبة على طائفة”، رافعين العلم اللبناني وهاتفين بمحاسبة جميع من في السلطة.
وقال الناشط خالد حمود أحد منظمي المسيرات السيارة والداعين الى ابقاء نبض الثورة في الشارع: “لن نترك الساحات لنعود الى التناحر الطائفي والمذهبي، سنبقى في ساحات الثورة في البقاع لننتهي من السلطة الفاسدة”. واعرب عن ان المسيرة والحشد في زحلة دليل واضح للرد على التيار الوطني الحر ان خيار الشارع ضد شارع الذي اتخذته السلطة من خلال الدعوة الى قصر بعبدا، “أظهر ان قصر بعبدا كان لفئة معينة من اللبنانيين ولا يسمع الا اصوات التأييد”.
تأييد إقفال الطرقات
بدوره، أعرب الناشط حسين حرب من بلدة المرج البقاع الغربي ان “هذا الحراك ليس شارعاً ضد شارع بل، تيار الرئيس عون من أراد ان يكون شارعاً ضد شارع، ولأننا نتعاطى بمسؤولية كبيرة ركزنا على عدم الاصطدام بين شارعين على الطرقات، خاصة انهم عبروا في القرى التي يعتبر الثوار اكثرية فيها”.
ولفت الناشط علي هاشم وهو من بلدة جديتا في البقاع الاوسط إلى ان “الحراك مستمر” واعتبر ان “خطاب الرئيس كان لجمهور التيار ولم يكن للبنانيين جميعاً”، واضاف: “ما حصل يحفزنا على الضغط على السلطة الفاسدة بعصيان مدني من خلال اقفال الطرقات”، مؤيداً صرخة المعتصمين في بيروت لإقفال الطرقات بدءاً من صباح الاثنين.
من جهته، أعرب الناشط الاعلامي فؤاد فريجي أنه من المعيب على هذه السلطة محاولاتها احباط هذا التحرك السلمي، وقال: “حراكنا السلمي والمطلبي لن يتوقف وزحله التي جمعت كل اطياف المجتمع البقاعي في صوت واحد تُطالب باستعادة المال المنهوب وملاحقة كل المشتبهين بهدر المال العام”، وتابع الزميل فريجي: “ها هو اليوم الـ 18 ولَم نر متهماً من الناهبين خلف القضبان، سنستمر في كل المناطق اللبنانية وبوتيرة تصاعدية لتحقيق أهداف الإنتفاضة”.
ولفتت الناشطة منى عبد الرحمان من مجدل عنجر إلى ان الحراك مستمر و”لن نقبل لأحد في السلطة مصادرته، إنه اسرع من الجميع، اسرع من جميع القيادات السياسية الحاكمة وحتى اسرع من الاحزاب رغم تاريخها النضالي لان الحراك يعتمد على العنصر الشبابي”.
ومن تعلبايا، أشار فراس الحشيمي إلى ان “البلد صار مزرعة، وبدنا نعيش بكرامتنا، بدي وطن ودولة تحميني”، وقال: “هذه السلطة ما بتفهم ان الاكثرية الشعبية بالساحات، ويجب أن نشلّ الحركة لنوصل إلى حقنا ومطالبنا بمحاكمة الفاسدين وبحكومة تكنوقراط، وانتخابات مبكرة، بدنا رئيس فعلي للبنان مش لفريق سياسي بيهددنا كل شوي”.
وعلى اثر اعلان الحراك ان يوم غد هو اضراب عام واقفال للطرقات، بدأت الحشود البقاعية تتوجه الى المصنع عند الحدود اللبنانية السورية لقطعها بالاتجاهين، وكذلك عند مفرق قب الياس طريق ضهر البيدر، وطريق تعلبايا سعدنايل وطرقات البقاع الغربي عند النقاط الاساسية.