Site icon IMLebanon

تظاهرة بعبدا المدعومة من حزب الله تزيد من تعقيدات تشكيل الحكومة اللبنانية

اختصرت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى هدف التظاهرة التي حصلت الأحد على طريق قصر بعبدا الرئاسي بالرغبة في إيجاد توازن لمصلحة رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل وحزب الله لدى تشكيل حكومة لبنانية تخلف الحكومة المستقيلة برئاسة سعد الحريري.

وقدرت أوساط محايدة عدد الذين شاركوا في تظاهرة “التيّار الوطني الحر” الذي يرأسه باسيل بما بين عشرين وثلاثين ألف شخص كان بينهم عدد كبير من السوريين من مؤيدي النظام ومناصرين لحزب الله.

وظهرت في الطريق إلى بعبدا سيارات تحمل لوحات سورية ترفع علم “التيّار الوطني الحر”. كذلك كان هناك عدد لا بأس به من المحجبات من أنصار حزب الله في التظاهرة.

وأوضحت المصادر السياسية أنّ حزب الله قرر دعم جبران باسيل في مرحلة تزداد المطالب من أجل تشكيل حكومة جديدة من دونه. وكان ملفتا في كلمة ألقاها رئيس “التيّار الوطني الحر” في المتظاهرين تأكيده التحالف مع حزب الله من دون تسميته قائلا إن “التيار” لا يستطيع تجاهل “ثلث اللبنانيين” معتبرا أن جميع الشيعة هم عمليا من المنتمين إلى “حزب الله”.

وكانت مفاجأة تظاهرة بعبدا ظهور رئيس الجمهورية الذي ألقى كلمة قصيرة شدّد فيها على دوره كأب لجميع اللبنانيين، بما في ذلك أولئك الذين تظاهروا في كلّ أنحاء البلد ضدّ عهده. وقال موجها كلامه إلى هؤلاء “أحبكم كلّكم”.

وتوقعت المصادر السياسية أن تزداد الأمور تعقيدا في لبنان، خصوصا أنّ رئيس الجمهورية لن يقبل شروط الحريري في حال أدت الاستشارات النيابية الملزمة التي يمكن أن تبدأ غدا الثلاثاء إلى إعادة تكليفه بتشكيل الحكومة.

ومعروف أن من بين شروط الحريري أن يكون أعضاء حكومته من الاختصاصيين الذين يشرفون على تنفيذ إصلاحات معيّنة بهدف إقناع المجتمع الدولي ودول الخليج العربي بتوفير مساعدات للبنان. فضلا عن ذلك، يطالب الحريري باتباع سياسة “النأي بالنفس” بعيدا عن أي انحياز لمحور “الممانعة” الذي تتزعمّه إيران في المنطقة.

ورأت المصادر نفسها أنّ نزول المواطنين إلى الشارع بعد ظهر الأحد، بعد ساعات من تظاهرة “التيار الوطني الحر” يشير إلى رغبة واضحة في تحدي حزب الله على الأرض.

ويأتي ذلك في وقت بدا من خلال اتصالات مع قادة الحراك الشعبي المستمر منذ ما يزيد على أسبوعين أن كلام جبران باسيل استفز سياسيين ومواطنين. وكان بين هؤلاء الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي علّق في تغريدة له على ما قاله جبران باسيل بالآتي “عدنا إلى المربع الأول مع كلام شعبوي فارغ يعود إلى ثلاثين عاما مضت”.

وعادت الحياة في لبنان إلى طبيعتها بعض الشيء الأسبوع الماضي حيث أعيد فتح بعض الطرق وفتحت البنوك أبوابها أمام الجمهور يوم الجمعة بعد إغلاقها لمدة أسبوعين وإن كانت لا تزال هناك أنباء عن قيود على سحب العملات الأجنبية والتحويلات إلى الخارج.

وقال سليم صفير رئيس جمعية مصارف لبنان السبت إن البنوك اللبنانية لم تشهد “أي تحركات غير عادية” للأموال يومي الجمعة والسبت. وخشي محللون ومصرفيون من أن عملاء البنوك سيسارعون بسحب ودائعهم.

وقال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إن إعادة فتح البنوك “لم تسبب أي مشاكل في أي بنك” وإنه “لا يجري بحث فرض أي قيود رسمية على رؤوس الأموال”.