Site icon IMLebanon

اقتراحات عدّة رُميت في سوق التأليف.. صادقة ام “مفخّخة”؟

بعيد الاجتماع الذي ضمّ في بيت الوسط الرئيس سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عصر الاثنين، خيّم تكتم شديد على مداولاته، ولم يرشح عن قطبيه وعن اي من المتابعين للاتصالات الجارية على خط التكليف والتأليف، أي معلومة تدل الى ما تم -او لم يتم- التوصل اليه من تفاهمات بين الجانبين.

غير ان هذا “الشحّ” في المعطيات، تبدّل في الساعات الماضية اذ رُمي في سوق التداول السياسي دفعةً واحدة، سيلٌ من الاقتراحات والطروحات التي قيل ان تم البحث بها للخروج من مأزق استقالة الحكومة “الحريرية”. التيار الوطني الحر، عمّم عبر مصادره اجواء مفادها ان باسيل نقل الى الحريري مبادرة تنص على “‎تشكيل حكومة لا وجود للسياسيين البارزين فيها‎ يسمّي رئيس الحكومة المستقيل شخصاً يقتنع به، وبموافقة القوى السياسية، يتولى تشكيلها‎،‎ في وقت تسمي القوى السياسية أصحابَ كفايات تقنية خصوصاً في مجالات الاقتصاد والمال، وعلى القيادات السياسية أن تؤمن لهذا الفريق الثقة وتزيل ‏العقبات من طريقه‎، على ان يُستمزج رأي القوى التي تشارك في الحراك الشعبي، كي تسمّي من يمثّلها في الحكومة الجديدة”.

في الموازاة، أفيد أن الحريري أكّد لباسيل انه ليس متمسكاً بالعودة إلى رئاسة الحكومة، إلا أنه طلب التريث في انتظار مزيد ‏من المشاورات. علماً أن مصادر الحريري اشارت الى أن خيار حكومة اختصاصيين، من دون الحريري، هو ‏الأكثر ترجيحاً، وقد طُرح اسما ريا الحسن ونواف سلام لرئاستها‎. واذ ذكرت أن توجّه الحريري هذا، لا يعود أبدا إلى قبوله بمعادلة خروجه من الحكومة ‏مقابل خروج باسيل، كون الموازنة بينهما لا تستقيم، اشارت المصادر الى ان الرئيس المستقيل لم يستسغ محاولات فرض شروط عليه قبل التشكيل، ومنها اختيار القوى السياسية الوزراءَ الذين سيتم تعيينهم في مجلس الوزراء العتيد.

على اي حال، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” إن الساعات المقبلة ستكون كفيلة بإظهار الخيط الابيض من الأسود على هذه الضفة، وفي تبيان حقيقة مواقف وخيارات القوى السياسية، والأغراض التي تتوخاها من جراء ضخّ هذه المناخات، في الاجواء الحكومية. فاذا كان الجميع متفقا على حكومة اختصاصيين تكنوقراط خالية من الاسماء النافرة، لماذا لم يُصر بعد الى الدعوة الى الاستشارات النيابية، خاصة وان هذه التركيبة تتلاقى وما ينادي به الثوار؟ ام ان الهدف منها حرق بعض الاسماء مثلا؟ وهل يمكن ان يكون بعض هذه الطروحات “مفخخا” لادخال “سياسيين” الى الحكومة العتيدة، بلباس “اختصاصيين تكنوقراط”، وهو التفاف على مطالب الناس؟ وهل تخلّى باسيل فعلا عن المعادلة التي كان يحملها، ويقول فيها ان “اي مسّ به يُعتبر مسا مباشرا برئيس الجمهورية”؟ الجواب لن يتأخر، تضيف المصادر، التي تلفت في المقابل الى حلقة “مفقودة” حتى الساعة، ضرورية لاكتمال الصورة الحكومية، اسمُها “موقف حزب الله مما يُطرح”. فالضاحية التي لم تُخف رفضها لحكومة تكنوقراط غير سياسية، وسوّقت لأنها في أفضل الاحوال، قد ترضى بحكومة “تكنو – سياسية”، بما لا يُبعد المجلسَ العتيد وقراراته عن أعينها وإشرافها..هل باتت اليوم تقبل بالصيغ التي يتم التداول بها؟ المصادر تشير الى ان الحزب سيواصل الضغط لحكومة تكنو– سياسية او لتركيبة تختار فيها القوى وزراءَ من ذوي الاختصاص، وقد باتت ترى ان تأليفها ملحّ. فاستمرارُ الاعتصامات في اكثر من نقطة، ولا سيما جنوبا وفي دوار ايليا في صيدا تحديدا، باتت ترى فيه، تهديدا لامن الحزب “الاستراتيجي” وعاملا مُزعجا لخططه وخرائطه “العسكرية”. وفي حال لم يُصَر الى فضّها بفعل التطورات السياسية، فإن “الحزب” الذي تريحه أكثر من سواها، وضعيّةُ تصريف الاعمال، قد يُضطر الى التدخّل “بزنوده”، لاقتلاعها، وهو أبلغ عددا من المعنيين بهذه “الحقيقة” في الساعات الماضية، تختم المصادر.