كتبت فاتن الحاج في صحيفة “الأخبار”:
استفزت دعوات إدارات المدارس الرسمية والخاصة في صيدا للالتحاق بالصفوف ابتداءً من يوم أمس، وتجاهل الإضراب العام الذي أعلنته الانتفاضة الشعبية، طلاباً ناشطين «كانوا طيلة 20 يوماً عصب الثورة»، بحسب جمال عيسى، إحدى منسقات انتفاضة المدينة. وتلفت عيسى إلى «أن العشرات رفضوا، ليل الإضراب، العودة قبل تحقيق المطالب، ونسقوا معنا لمسيرة داخل المدينة، وقد فوجئنا أنهم تحولوا إلى آلاف حضروا صباحاً مرتدين زيهم المدرسي». وقد جاب المشاركون من ثانوية البزري وثانوية رفيق الحريري وثانوية القلعة وثانوية الإيمان شوارع صيدا وتوقفوا عند أبواب عدد من المدارس، داعين أترابهم لمشاركتهم التظاهرة، ومن ثم عرّجوا على فرع مصرف لبنان قبل أن يعودوا إلى ساحة دوّار إيليا، حيث التجمع المركزي اليومي.
وبينما أعلن الطلاب رفضهم لضغط الإدارات، وأنهم سيقومون بخطوات يومية مشابهة ومنها مسيرة ستنطلق باكراً اليوم، تلقى طلاب الشهادات الرسمية في مدرسة الراهبات المخلصيات ـ عبرا رسالة صوتية من رئيسة المدرسة، منى وازن، تتوعدهم بالصرف إذا انخرطوا في الحراك وتدعوهم إلى مزيد من التفكر، وأن يعرفوا إلى «أي مدرسة ينتمون».
الطلاب وصفوا الرسالة بالمهينة، ملوحين بقطع الطرقات المؤدية إلى المدرسة احتجاجاً. وقد استوجب الغضب في صفوف أهل المدينة ومنطقتها، توضيحاً من إدارة المدرسة تبرر فيه دوافع وازن، ومنها أنّها وجهت الرسالة إلى فئة من الطلاب ينوون المشاركة في التظاهر، انطلاقاً من المدرسة ومن دون علم ذويهم، ما يرتب مسؤولية لاحقة على الإدارة إذا ما تعرض الأولاد لأذية. وأعلنت أنها «ليست ضد أي تحرك في الشارع هدفه انهاء الفساد، وأنّ مشروعها التربوي ينسجم مع أهداف الثورة».
هذا الكلام استنكره امين سر اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة، المحامي شريف سليمان، مستغرباً «الأسلوب البوليسي الذي تمارسه المدارس والذي ترصده المنسقية القانونية في الاتحاد طيلة السنوات الأخيرة»». وإذ لفت سليمان إلى أن الاحتجاج سلمي حق للطلاب تماماً كما التعليم، تعهد بالملاحقة القانونية، على خلفية أن «الرسالة التي تستبطن منحى سياسياً تندرج في خانة الفساد التربوي».
رئيسة الراهبات المخلصيات: لوحنا بالصرف لرفع المسؤولية عنا
لاحقاً، رفضت وزارة التربية في بيان، أي «تسلط أو ارغام لطلاب يريدون المشاركة في التحركات الشعبية»، واستنكر الوزير أكرم شهيب ما جاء في الرسالة الصوتية، معلناً أنّه سيكلف مصلحة التعليم الخاص إجراء تحقيق حول الحادثة، وحوادث أخرى لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
الرسالة لم تكن الوحيدة في المدينة، فمدير مدرسة صيدا انترناشيونال سكول، علي عجمي، هدد هو الآخر طلابه بالصرف إذا لم يعودوا إلى الصفوف، باعتبار أن الوقت بات داهماً بعد تعطيل دام 15 يوماً وأن هناك برنامجاً يجب أن ينجز، ولو كان هناك خطر يهدد وصولهم إلى المدرسة لما دعاهم إلى الحضور إليها. كذلك صدر عن ثانوية نزيه البزري الرسمية أن اليوم دوام عادي، وكل تغيب يخضع لأحكام النظام الداخلي.