أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ضرورة التعامل مع تجاوزات إيران واستفزازاتها المستمرة. وحض المجتمع الدولي على التعامل مع التصعيد النووي الإيراني، معتبراً أن أفعال إيران تتطلب من كل الدول رفض “ابتزازها النووي واتخاذ خطوات جادة لزيادة الضغط عليها”. وشدد على أن الولايات المتحدة لن تسمح بحصول إيران على أسلحة نووية. كما اعتبر أن الموقف الإيراني يدل الى نية طهران ابتزاز المجتمع الدولي للقبول بإرهابها وعنفها. إلى ذلك، اتهم إيران بمواصلة العمل على تقويض سيادة جيرانها.
تأتي تصريحات الوزير الأميركي الذي يزور المانيا في الذكرى السنوية الثلاثين لسقوط جدار برلين، “لبحث سبل مواجهة سياسات روسيا والصين وإيران”، بعد أن أعلنت إيران، اليوم، أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية تحت الأرض بضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي بها. وكان الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أعلن الأربعاء أن إنتاج اليورانيوم المخصب في منشأة فوردو الإيرانية تحت الأرض سيبدأ “عند منتصف ليل” الأربعاء الخميس، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية (إيسنا) شبه الرسمية. وقال بهروز كمالوندي “في الساعات المقبلة، ستنتهي عملية ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي التي تعمل في موقع فوردو بحضور مفتشي الوكالة” الدولية للطاقة الذرية. وأضاف أن “إنتاج” اليورانيوم المخصب “سيبدأ اعتبارا من منتصف الليل”.
والحال ان التصرفات الايرانية هذه، وتّرت علاقات “الجمهورية الاسلامية” بشركائها المفترضين في الاتفاق النووي، في شكل غير مسبوق. فقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة إلى الصين، امس الأربعاء، “للمرة الأولى وبشكل واضح ومن دون تحديد سقف، تقرر إيران الخروج من إطار خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) وهو تغيير كبير”. وأضاف “سأجري مناقشات في الأيام المقبلة، بما في ذلك مع الإيرانيين وعلينا أن نستخلص النتائج بشكل جماعي”.
وسط هذه الاجواء، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل. وتم خلال الاستقبال، بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن الاجتماع الذي حضره ايضا وزيرا الخارجية والداخلية السعوديان.
هذه الاتصالات الدولية التي يحضر الملف الايراني في صلبها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، قد تمهّد لوضع خريطة طريق مشتركة لكيفية التعامل مع ممارسات ايران “التصعيدية” التي لا تشمل فقط الاتفاق النووي وخرق بنوده، بل ايضا تدخّلاتها في الصراعات السياسية والعسكرية، الدائرة في اكثر من ميدان عربي، من اليمن الى سوريا فالعراق ولبنان.
وهذه المرة، تتابع المصادر، من الصعب ان تلعب الدول الاوروبية دور محامي الدفاع عن الجمهورية الاسلامية، بعد ان ساهم رفع طهران سقفها في ايصال وساطات الفرنسيين الى أفق يكاد يكون مسدودا تماما. فما هي خطة ايران للمواجهة ؟ الجواب ليس واضحا بعد، وقد يتمثل في خروج اضافي عن مندرجات النووي لاستفزاز الغرب وجرّه تحت وطأة قلقه من تطويرها سلاحا نوعيا، الى التفاوض معها من جديد. فالجدير ذكره ان ايران فقدت في الاسابيع القليلة الماضية اوراق ضغط قوية كانت في جعبتها حتى الامس القريب، الا وهي ملفات اليمن حيث ينتشر الحوثيون حلفاؤها (بعد اتفاق الرياض)، والعراق ولبنان اللذان “تمرّدا” على دور الحشد الشعبي وحزب الله، فيهما خلال التظاهرات المطلبية التي يشهدانها.