بعد التطورات الأخيرة، لا سيما في سوريا والعراق ولبنان، ارتأت مجموعة من الشخصيات اللبنانية والعربية المضي قدماً في عقد مؤتمر المسيحيين العرب الأول، في 23 الجاري في فندق ميريديان، بورت مايو، باريس.
وعن أسباب عقد المؤتمر في هذا الوقت بالذات، لفتت اللجنة التحضيرية للمؤتمر لـ”المركزية” إلى أن “ينتاب المسيحيين العرب، أو المسيحيين في البلدان العربية، قلقٌ وجوديٌّ منذ سنوات، جرّاءَ ما تشهدُه المنطقة العربية من عنفٍ إرهابي منفلت” مشددة على “أن الغاية من المؤتمر، هي توثيق الحوار والتعاون بين النُّخب وقيادات الرأي العام، المهتمّة بمواجهة ما يكاد يصبح “مسألة مسيحية” تمثل خطرا على وحدة وسلامة المجتمعات والشعوب في منطقتنا. وذلك بالتواصل أيضاً مع كل المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية المعنيّة بهذا الشأن، مساهمةً منّا في تعزيز شبكات الأمان لمجتمعاتنا، بمنأى عن أي اهتمام بخلق منابر سياسية.
ويشارك في المؤتمر، من سوريا: الكاتب السياسي المعارض ميشيل كيلو، والكاتب والسياسي المعارض جورج صبرا، الأستاذة الجامعية سميرة مبيض، ومن لبنان: الوزير اللبناني السابق طارق متري، الدكتور في الدراسات الإسلامية رضوان السيد، الاستاذ في العلوم السياسية- جامعة السوربون خطار ابو دياب، الصحافي علي الأمين، رئيس مؤسسة أديان الاب فادي ضو، ومن الاردن: النائب في البرلمان الاردني جمال قموه، الأمين العام لمركز الملك عبدالله لحوار الثقافات في النمسا فيصل بن معمر، ومن مصر: النائب السابق عماد جاد، ومن كردستان: وزير الاتصالات والمواصلات آنو جوهر عبدالمسيح عبدوكا.
تتمحور الجلسة الأولى، حول ظاهرة العنف في المنطقة، والعنف الإرهابي على وجه الخصوص، ويرمي النقاش إلى استبيان ظاهرة الإرهاب، وتبدأ بكلمة لمنسقة الجلسة، كارلا إده، رئيسة قسم التاريخ في جامعة القديس يوسف، لبنان، تليها كلمات لكل من الكاتب السياسي ايلي الحاج من لبنان، وللمختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم الإسلامي ومدير أول في مبادرة الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة حسن منيمنة، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وحيد عبد المجيد من مصر.
أما الجلسة الثانية، فتتمحور حول أطروحة “تحالف الأقليات الدينية في المنطقة بوجه الأكثرية العربية السنيّة، ومطلب توفير الحماية الخارجية للمسيحيين” ويرمي النقاش إلى تفنيد هذه الأطروحة، وتبيان مخاطرها على المنطقة العربية عموماً، وعلى المسيحيين بوجه خاص، حاضراً ومستقبلاً. تفتتح بكلمة لمنسقة الجلسة فداء حوراني، رئيسة إعلان دمشق والانحياز إلى الفقراء، سوريا، تليها كلمات لكل من باحث متخصص في الشؤون الإسلامية رضوان السيد، من لبنان، عضو مجلس النواب المصري سابقا ، وعضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عماد جاد، من مصر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، خطار ابو دياب، من لبنان.
وتدور الجلسة الثالثة حول الدولة الوطنية في المنطقة العربية، والعروبة، والعمل العربي المشترك، ويرمي النقاش إلى تظهير إشكاليات ومشكلات الدولة الوطنية في المنطقة العربية، لا سيما بخصوص السيادة والاستقلال والعقد الوطني (أو الاجتماعي). بالاضافة الى تبيان الخطر الذي تتعرض له الدولة الوطنية جرّاء العنف الإرهابي العابر لحدود الأوطان، كما جرّاء التدخلات الأجنبية بأجنداتها المتباينة والمتزاحمة.
هذا مع التشديد على مسألتين: الأولى، ضرورة المحافظة على التنوع والتعددية والشراكة في إطار الوحدة الوطنية. والثانية، أن الدول الوطنية القائمة هي أوطانٌ نهائية لجميع أبنائها، عربية الهوية والانتماء. وتبدأ بكلمة لمنسقة الجلسة كريستين بابيكيان عساف، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف، لبنان، تليها كلمات لكل من الاعلامي والباحث جورج قنواتي، من فلسطين، وعضو مجلس التعليم العالي انطوان قربان من لبنان، والصحافية والباحثة مارسيل جونيات من الاردن.