كتبت ماريان الحاج في صحيفة “الجمهورية”:
في خضم كثرة العناوين والشعارات والمطالب، يبقى لتظاهرات الأمس طعم آخر، تظاهرة منكّهة بطعم الشباب ومدعمة بطلاب اختاروا ترك مقاعد الدراسة ليلتحقوا برِكب الانتفاضة، التي نادوا بها قبل قرع جرس الحصّة الاولى، فتوجهوا باكراً الى سراي زحلة واتخذوا من باحته مركزاً للتجمع، بدعوة من «تجمع شباب زحلة» المنظّم للحراك الشعبي منذ انتفاضة 17 تشرين الأول.
الحراك الزحلي الذي استمر طوال ساعات قبل الظهر، انصهر فيه طلاب مدارس سعدنايل وتعلبايا الذين اقفلوا خلال توجّههم الى الاعتصام المركزي أمام السراي مركز مصلحة تسجيل السيارات في كساره، واكملوا مسيرتهم، فأنشدوا النشيد الوطني اللبناني، وارتفعت اصوات الأغاني الثورية، وأُلقيت كلمات للطلاب اطلقوا فيها العنان لهواجسم وهواجس مستقبلهم، وخوفهم من مصير الهجرة بعد تحقيق تحصيلهم العلمي.
بعدها انتقل الحراك الشبابي من مبنى السراي الى الدائرة المالية، حيث أقفل الموظفون الابواب الرئيسية عند وصول المتظاهرين، وعلى وقع هتاف الشعارات «افتحوا الباب وعالسرقة سكروا الباب»، «من هون ما منفل حصرم بعين الكل»، «شمّوا الريحة.. شمّوا الريحة، دولتنا دولة شبيحة»، أكمل الموظفون تيسير أعمال المواطنين الموجودين في الداخل، وامتنعوا عن استقبال مواطنين جدد الى حين انتقل المتظاهرون الى محطتهم التالية أمام دائرة التربية.
ومن زحلة الى بر الياس والمرج والمصنع جاب طلاب المدارس شوارع البلدات الرئيسية، هاتفين «ثورة.. ثورة».
وكان الطلاب المتظاهرون منعوا الموظفين من الالتحاق بعملهم، والمواطنين من الدخول لإنجاز معاملاتهم في سراي زحلة خلال ساعات الذروة من الاعتصام، ولعلّ أبرز ما طالب به الاكاديميون، بالاضافة الى إعادة هيكلية المنهاج الدراسي لجميع الصفوف، إعادة النظر في الاقساط المدرسية الباهظة التي تطالب بها ادارات المدارس الخاصة من ذوي الطلاب، واخيرًا «الشعب يريد اسقاط النظام».
وتنفسّت زحلة الصعداء وعادت الحياة الى وتيرتها بعد ان استؤنفت الدروس في جميع المدارس والجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة نتيجة عودة أحوال الطرق الى طبيعتها، واستعادة السوق التجارية لحركته الاعتيادية.