Site icon IMLebanon

بين جمال الأنف وجمال الصوت… جراحة

كتب ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

 

يُعد رأب الأنف عملية جراحية لتغيير شكل الأنف. وقد يكون الدافع وراء إجراء رأب الأنف هو تغيير شكل الأنف، أو تحسين التنفس، أو كليهما. وتُشكِّل العظام الجزء العلوي من هيكل الأنف، أما الغضروف فيشكِّل الجزء السفلي منه. ويُمكن أن يغيّر رأب الأنف العظام، أو الغضروف، أو الجلد، أو جميعها.
في حديث لـ»الجمهورية»، قال الدكتور عماد كدورة، رئيس قسم الجراحة التجميلية السابق لـ24 عاماً في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، ومعاون بروفيسور في الجراحة التجميلية: «يعتمد نوع الجراحة التجميلية الأكثر شيوعاً على نوع المريض الاجتماعي (امرأة أو رجل)، كما على العمر، وحتى على الموسم، إذ جراحات ما قبل الصيف مختلفة عن الشتاء. فتُجري النساء عملية شدّ الوجه بعد الصيف لتفادي الطقس الحار، وعمليات (شد، تصغير أو تكبير) الصدر قبل الصيف ببضعة أشهر، كيلا تزعج ملابس السباحة الجروح. أما الذكور، ففي الصغر يطلبون تصغير الصدر مثلاً لتفادي السخرية من الرفاق، وعند التقدّم في العمر، يخضعون لجراحات الأنف والتحكّم بالوزن، كما يهتمون لاحقاً بزراعة الشعر وإزالته».

حول جراحة الأنف
ما نلاحظه للأسف في لبنان هو الأنوف المصطنعة. ويلفت د. كدورة: «لا يجب أن تكون آثار عملية التجميل واضحة، بل طبيعية قدر الإمكان، ولا سيما في ما يخصّ فتحتي الأنف. فمعظم فتحات الأنف المصطنعة كبيرة ولا تتناسب مع الشكل المعتاد في المنطقة. وبالنسبة لي، يشبه الأمر حالة جرّاح تجميل أعطى جفنتي امرأة لبنانية بعملية «تجميل» جفنتي امرأة صينية. هو أمر غير مناسب، بل مضحك!
في لبنان، عملية تجميل الأنف يُستخفّ بها كثيراً، بينما هي من أصعب عمليات التجميل، لأنّها دقيقة وثلاثية الأبعاد وتستلزم خبرة طويلة. وللأسف، نرى الكثير من الحالات الفاشلة. فيأتي إليّ بعض المرضى غير الراضين عن نتيجة العملية التجميلية، ولكن التصحيح بعد عملية فاشلة أصعب من عملية تجميل أولى».
أما بالنسبة لمن يجري عملية الأنف لمشاكل التهاب جيوب الأنف (أي «السينوزيت») وانسداد الأنف، فيلجأ معظم المرضى إلى أطباء الأذن والأنف والحنجرة. بحسب د. عماد، «يحدث هنا تعدّ أحياناً على مصلحة الجراحة التجميلية، فيختلط الجمال بالفعالية بالنفس، وتشتبك كل عناصر الأنف في عملية قد لا تنجح. إنّ جراح التجميل مؤهل لإجراء كل عمليات الأنف، التجميلية منها وغير التجميلية، بينما ليس كل أطباء الأذن والأنف والحنجرة مؤهّلين للقيام بالشق التجميلي».

لكلٍّ أنفُه
«ما من أنف في العالم مثل الآخر، لأنّه ما من وجه مثل الآخر. لذا، يجب أن يكون الأنف متناسقاً مع الوجه، أي لا يمكن لجراح التجميل أن يجعل الأنف صغيراً لوجه كبير، والعكس صحيح». هذا ما شدّد عليه كدورة، مضيفاً: «كل إنسان يخضع لعملية تجميل الأنف لديه حاجة إلى نوع مختلف من التجميل. إنّ جراح التجميل الذي يعطي نفس شكل الأنف لجميع مرضاه لا علاقة له لا بالجمال ولا بالفن».

المخاطر
مثل أي عملية جراحية أخرى، تشمل مخاطر عملية تجميل الأنف: النزيف، العدوى، والتفاعل العكسي مع التخدير.
ولكن الأهم هو احتمال عدم رضا المريض عن عملية تجميل الأنف (60 إلى 70% من مجمل العمليات فقط ترضي المريض). ويعود ذلك لثلاثة أسباب محتملة:
• المريض لا يعلم ماذا يريد،
• الطبيب لا قدرة لديه على أداء أفضل،
• الطبيب لم يفهم على المريض رغبته، وأجرى عملية أخرى لم تتناسب ورغبة المريض.
وفي السياق نفسه، أوضح د. عماد عن حالة الأنف ما بعد العملية، قائلاً: «نسمع أنّ عملية تجميل الأنف تجعله هشاً، ويرتفع خطر الكسر حتى جرّاء أبسط حادثة أو ضربة. ولكن هذا غير صحيح إلّا في حال إخفاق الطبيب أثناء العملية».

العمر المناسب
وفقاً لكدورة، «يعتمد العمر المناسب لإجراء عملية تجميل الأنف على نمو الوجه. في الواقع، يتوقف نمو قدم الفتاة في عمر الـ14، والطول أيضاً، إذاً الوجه أيضاً. أما الفتيان، فلا يتوقف النمو قبل عمر الـ16. ولكن الأهم هو ما وراء الأنف، وهو العقل. نرى أحياناً شابة في الـ15 أو 16 سنة، تذهب إلى طبيب التجميل مدركة وتعلم ماذا تريد بالضبط من الجراحة، فيما قد تحضر شابة في عمر الـ26 لا تعرف ماذا تريد من العملية… إذاً، النضج والوضوح في رغبة المريض في بالغ الأهمية، وإن كان الطبيب كفوءاً وفهم رغبة المريض، هنا نصل إلى الرضا من الطرفين. هذا هو الهدف من عمليات تجميل الأنف، ولكن حتى في هذه الحالة، على الطبيب أن يستمر في تحسين أدائه».

الصوت وجراحة الأنف
وعن تخوف بعض الأشخاص، الذين يسعون إلى اتخاذ مهنة تتطلب صوتاً جميلاً، من تأثير عملية تجميل الأنف على صوتهم، شرح الدكتور كدورة: «لا يجب أن يُخرج الإنسان الصوت من أنفه، إلّا في الحركة غير الطبيعية في كعب الأنف، أو في حال اتساع زائد عن اللازم، أو انسداد الأنف. عادةً، يمكن إعادة تصحيح ذلك إن لم يحدث الجراح في أول عملية خراباً شديداً داخل أنف المريض. والى ذلك، إذا أُجريت عملية الأنف من دون أي خطأ، ما من أثر على صوت المريض. يكمن الخطر في احتمال وقوع الخطأ خلال الجراحة. ونقول هنا أنّ نسبة تأثير العملية على الصوت ضئيلة جداً (1 على 20 أو 30 عملية)».

ختاماً، وجّه د. عماد نصيحة لقرّاء «الجمهورية» قائلاً: «إلجأوا الى طبيب يمكنكم الوثوق به، واعملوا بنصيحته. فليس من المفروض على المريض أن يخطئ في هذه الأيام، فالانترنت موجودة لخدمتكم.