Site icon IMLebanon

اول دخول دولي على خط الازمة… والهدف استطلاع الحل

كتب عمر الراس في “أخبار اليوم”: 

 

بعد 27 يوما على بدء الانتفاضة الشعبية… بدأ تحرك فرنسي باتجاه لبنان، مع وصول مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، موفداً مكلفاً “استطلاع الوضع في لبنان” ولقاء مسؤولين في الحكومة وقوى الحراك.

وفي حين يعوّل على تحرّك خارجي يعيد الاستقرار الى لبنان، خصوصا وان بعض الجهات تعتبر ان ما هو حاصل اليوم في ظاهره داخلي اما في مضمونه فهو خارجي لا ينفصل عما يحاك ويخطط للمنطقة ككل من باب “العلاقات – العقوبات” بين طهران وواشنطن، اوضح مصدر ديبلوماسي ان الموفد الفرنسي، يأتي الى بيروت للتأكيد انه مهما حصل باريس معنية بلبنان ولديها حضورها الخاص فيه.

وقال المصدر عبر وكالة “أخبار اليوم”: لا بد من الاشارة الى ان فرنسا ليست اللاعب الاساسي بين “القوى المنتفضة” وليس لديها القدرة للسيطرة او للتأثير على هذا او ذاك، لا في الحكم ولا على القوى المتحرّكة في الشارع، لكن هذه الزيارة تكمن اهميتها في انها اول تحرّك دولي باتجاه لبنان منذ 17 تشرين الاول الماضي.

واذ كشف المصدر ان السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه كان الاكثر حركة في الداخل – بالتزامن مع “الانتفاضة” دون اعلان واعلام، وهو كان على تواصل مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الى جانب التواصل مع حزب الله، كما ان اجهزة السفارة هي على تواصل مع جزء من الجمعيات في الحراك المدني، مع العلم ان فرنسا هي الراعية لعدد منها.

وكان فوشيه، في هذا الاطار، قد اثنى على المدنية والطابع السلمي للحركة الاحتجاجية التي بدأت في 17 تشرين الأول، وأشاد بجميع اللبنانيين المشاركين في الحراك. وقال خلال الحفل التذكاري أمام نصب الموتى في قصر الصنوبر، لمناسبة الذكرى الحادية بعد المئة لهدنة 11 تشرين الثاني 1918، التي أنهت الحرب العالمية الأولى، “شجعنا السلطات على بذل قصارى جهدها ليتمكن المحتجون من الإستمرار بالتعبير بأمان. وإنني معجب بالتزام الشبيبة القوي، تلك الشبيبة التي قيل أنها مستقيلة أو لا مبالية والتي تظهر لنا كل يوم رغبتها في بناء مستقبل أفضل لبلادها. ومن المهم أن يسمع المسؤولون اللبنانيون هذه الآمال والدعوات. وتأمل فرنسا بقوة أن تبصر حكومة لبنانية جديدة النور في أقرب وقت ممكن لإتخاذ التدابير الضرورية من اجل انتعاش البلاد التي تمر بوضع اقتصادي مقلق للغاية”.

لذلك، تابع المصدر، عطفا على موقف فوشيه، يُفهم ان الزيارة التي يقوم بها فارنو هي لتأكيد الحضور الفرنسي، واستطلاع الوضع على حقيقته، مع القوى الموجودة اكان في الشارع او في السلطة، واستشفاف مدى استعداد هذه القوى من اجل التوافق على حل وسط. وفي هذا الاطار، شدد المصدر على ان فرنسا ليست مع اقصاء القوى التقليدية من السلطة، اذ لديها شبكة علاقات معها وتعرف تركيبة الحياة السياسية اللبنانية اكثر من غيرها. كما انها تعرف ايضا ان الحراك اذا كان قويا وفاعلا سيكون على حساب الدور الفرنسي لمصلحة الدور الاميركي.

لذا، اضاف المصدر: فرنسا هي مع حكومة جامعة، وبالتالي الموفد فارنو لا يحمل مبادرة، بل هو يأتي لاستشراف القوى اللبنانية من القدرة على التحاور، والتحضير لما بعد التسوية الداخلية في انتظار حل على الصعيد الدولي.