رأى رئيس الجمهورية ميشال عون أن “الحراك بدأ بمطالب اقتصادية ليصل الى مطالب سياسية وعندما تكون الثقة مفقودة بين الشعب والحكومة من الطبيعي تشكيل حكومة جديدة والمطالب محقة”، مشددا على أن “هناك مطالب ايجابية علينا تقديمها للشعب وضرورة محاربة الفساد”.
وقال عون، في حوار تلفزيوني: “الاصلاحات صعبة المنال في مجتمعنا وأنا طلبت توحيد الساحات”، مضيفا: “ما وصلت الى موقع الرئاسة الا لأبني دولة وأكرر ندائي للجميع لتوحيد الساحات للقيام بالاصلاحات”.
ولفت عون إلى أن “علينا ان نكون اصحاب ثقة عند الناس ونحن بحاجة الى وقت لاسترداد الثقة”، معتبرا أن “هناك شعارات مثل “كلكن يعني كلكن” وهي خاطئة وهناك اشخاص لديها الصفات اللازمة للنهوض من جديد”.
وتابع: “أنا منبثق من الشعب ولكني مكبل بالتناقضات في الحكم وفي المجتمع ونهوض الشعب اليوم سيكون مرتكزا داعما للقيام بالاصلاحات”.
وأوضح أن “العمل يجب أن يكون على برنامج من ثلاث نقاط لبناء الدولة: مكافحة الفساد، تحسين الوضع الاقتصادي، والتأسيس للدولة المدنية”.
وردا على سؤال عن جدية الدولة في المحاسبة، أجاب عون: “عندما تم انتخابي اول ما قمنا به هو تثبيت الامن والاستقرار والآن علينا تحسين ما هو موجود”.
وكشف عون أن “صعوبات كثيرة ذللت وموعد اطلاق المشاورات اقترب”. وقال، تعليقا عما إذا كانت الاستشارات ستحصل الخميس أو الجمعة: “صحيح وذلك مرتبط بالاجابات التي سنتلقاها من المعنيين وإذا لم نتلق إجابات فقد نتأخر في ذلك أياما قليلة”.
وردا على سؤال عما اذا هناك من حاول الانقلاب على العهد من خلال هذا الحراك، أبدى عون عن ثقته في هذا الحراك “وأنا موافق على المطالب المطروحة”.
وأكد “أنني غير مديون لأحد الا لمن دعمني من اللبنانيين وأنا لم انتسب لأحد لذلك اخذ انتخابي نحو سنتين”.
وأشار عون عون أن “التدخل السياسي هو اول سبب لفساد القضاء، وقد طلبت اعتماد الكفاءة والنزاهة في التعيينات وقلت للقضاة، انا السقف الفولاذي الذي يغطيكم”.
ولفت عون إلى أن “صلاحياتي كرئيس محدودة والتوافق مطلوب للبت بأي موضوع في مجلس الوزراء وهذا يعيق أمورا عدة”.
وعن إعادة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى الحكومة، قال عون: “باسيل رئيس اكبر كتلة نيابية ولا أحد بإمكانه منعه من حقه ووضع فيتو عليه وهو من يقرر اذا كان يريد البقاء في الحكومة وهو يقدّر ظروفه”.
وعن شكل الحكومة العتيدة، أشار عون إلى أنه “لا يمكن لحكومة تكنوقراط ان تحدد سياسة البلد ولن نعيد الحكومة كما كانت وبالشروط نفسها التي كانت عليها وأنا مع حكومة تكنوسياسية”.
وعما إذا سيعاد تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، أوضح عون “أنني لست أنا من يحدّد عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة والاستشارات النيابية تحدد تكليفه من عدمه”.
وأضاف: “جلست مع الحريري ووجدته مترددا بين نعم وكلا في ترؤس الحكومة اما بموضوع وجود حزب الله في الحكومة فالموضوع قابل للحل”.
أما عن مطالبة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بحكومة تتضمن وزراء مستقلين، فتساءل عون: “وين بدي فتّش عليهم بالقمر؟ هل من لبناني ليس لديه أي انتماء سياسي”؟
وعن “حزب الله”، قال عون: “حزب الله من 2006 الى اليوم يلتزم القرار 1701، وهو لا يتدخل على الارض اللبنانية بأي موضوع، فُرض عليهم حصار مالي ولكنه طال كل اللبنانيين، من أجل ان نصطدم ببعضنا. ولكننا لن نسمح بأن تقع حرب أهلية في لبنان، أقله في عهدي”.
وحول العقوبات على “حزب الله” وإمكان فقدان “سيدر”، شدد عون على أن “استقلال وسيادة وحرية اللبنانيين أولوية ولا يمكن أن يُفرض علي أن أتخلص من حزب يشكّل تقريبا ثلث اللبنانيين”.
ولفت عون إلى أن “مطالب الناس وصلت ونحن مستعدون للتصحيح ولكن لا يجب الاستمرار بذات الطريقة التي يعتمدها الحراك “هيك بيكونوا عم يقضوا على البلد””.
وطمأن اللبنانيين أن “لا يركضوا نحو المصارف، فأموالهم مضمونة وستصلهم كاملة وسنعالج هذه الأزمة”، مضيفا: “الدولار ليس مفقودا من لبنان، إنما تم سحبه من المصارف وحفظه في المنازل، وهذا الأمر لا يساعد الاقتصاد اللبناني”.
وأكد هون أنه غير خائف على العهد “أنا خائف على لبنان وأنا متحالف مع كل اللبنانيين”.
وعن وجود تواصل بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد، قال عون: “لا تواصل مباشرا مع الرئيس الأسد وأنا اطلب عودة نازحين سوريين الى بلادهم وجواب المجتمع الدولي هو بشكرنا لاستقبالهم وبالقول ان لا حل لهذا الملف الا بحصول حل سياسي”.
وردا على سؤال حول اولى الاجراءات الواجب اتخاذها بعد تشكيل الحكوم، قال عون: “عودة المواطنين الى بيوتهم لتعود دورة الحياة الى طبيعتها ولتعمل الحكومة في الضوء وليس في الظلمة”.
وتوجه عون ختاما إلى اللبنانيين بالقول: “يجب ألا يكون التصرف سلبيا لكي لا نصل الى صدام لبناني – لبناني وإن اكملنا بهذا الاتجاه سيضربون مصالح لبنان وبالتالي مصالحهم”.