كتب عمر البردان في صحيفة اللواء:
على أهمية الاجتماعات التي تعقد للتوصل إلى مخرج يفضي إلى ولادة الحكومة التي يطالب بها الثوار منذ السابع عشر من الشهر الماضي، أي حكومة تكنوقراط لا تضم سياسيين، وهو ما يتوافق مع وجهة نظر الرئيس سعد الحريري، إلا أنّ الأمور لا زالت تراوح، استناداً إلى المعلومات التي توافرت لـ«اللواء» من أوساط موثوقة، بسبب استمرار رفض «الثنائي الشيعي» القبول بحكومة اختصاصيين في هذه الظروف السياسية التي يمر بها لبنان، والتي تستدعي برأي هذا الفريق انضمام شخصيات سياسية إلى أي حكومة اختصاصيين يراد تأليفها. في وقت لا يبدي الرئيس الحريري استعداداً للسير بحكومة لا تلبي طموحات الثوار في الساحات، لأن ذلك سيتسبب بمزيد من التراجع على مختلف المستويات وإطالة أمد الأزمة أكثر فأكثر، وهذا لن يكون مطلقاً في مصلحة البلد الذي يسير على طريق الانهيار، وبحاجة لمن ينقذه من السقوط في الهاوية.
وإذ يشير مصدر قيادي بارز في «تيار المستقبل» لـ«اللواء» إلى أنه «ورغم استمرار المشاورات، إلا أنّ الحل السحري الذي من شأنه أن يساهم في ولادة الحكومة لم يظهر بعد، والذي بإمكانه إيجاد صيغة توفيقية بين الشرعية الدستورية المتمثلة بمجلس النواب، وبين الشرعية الشعبية المتمثلة بالتظاهرات»، مشدداً على أن «الأمور ليست واضحة حتى الآن، وتالياً لا يمكن الحديث عن قرب موعد تصاعد الدخان الأبيض»، ومؤكداً أنّ «الرئيس سعد الحريري لا يريد في أي حكومة يمكن أن يترأسها، أي وجوه نافرة ولايريد أنّ يكون متراساً للسلطة أمام الناس».
ولفت المصدر، إلى أن «حزب الله وحركة أمل لم يقتنعا بعد بوجهة نظر الرئيس الحريري، ولذلك لا مؤشرات على تقدم على الصعيد الحكومي، ولا يظهر في الأفق أنّ الاتصالات الجارية أثمرت توافقاً على صيغة حكومية يقبل بها الرئيس الحريري الذي يبدي تشدداً حيال ترؤس حكومة تضم سياسيين، ما يعني أننا أمام حائط مسدود، قد يزيد من عمق الأزمة إذا لم يقبل الفريق الآخر بما يريده رئيس «المستقبل»، سعياً لإخراج البلد من أزمته، مع اقتراب الانتفاضة من دخول شهرها الثاني، فيما لا يزال البعض يكابر، رافضاً الاستجابة لمطالب الثوار».
وأشار القيادي في «المستقبل»، إلى أنه «إذا لم يتجاوب «الثنائي الشيعي» مع مطلب الرئيس الحريري، فلديه خيار أنّ يسمي شخصية أخرى لرئاسة الحكومة، وليتحمل هذا الفريق المسؤولية عن النتيجة التي تسبب بها، سواء بحكومة تكنوسياسية، أو من لون واحد، مشدداً على أنّ قدرات فرنسا على إيجاد الحل تبدو محدودة، باعتبار أنّ إيران التي تمسك بزمام الأمور في لبنان عبر «حزب الله»، إذا ما أرادت شيئاً فإنها تطلبه من الولايات المتحدة الأميركية، وليس من فرنسا، بعد أنّ ظهر بوضوح أنّ العقدة الأساسية تتمثل بالحزب، وليس بأي طرف غيره» .
وأشارت المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، إلى أن فريق رئيس الجمهورية السياسي ومعه «أمل» و«حزب الله»، ليسوا مكترثين كثيراً لعامل الوقت، باعتبار أنّ الأولوية عندهم، هي لاستمرار الضغط على الرئيس الحريري، عله يسير بما يطالبون به لناحية الموافقة على تشكيل حكومة تكنوسياسية في هذه المرحلة، تأخذ بعين الاعتبار، مطالب الحراك في الكثير منها، خاصة وأن «حزب الله» تحديداً مرتاب من وجود حكومة اختصاصيين، لأنه يعتبرها أحد أوجه الحصار الأميركي المفروض عليه، ولذلك فإنه سيقاوم بشدة أي توجه من هذا القبيل، وسيسعى جاهداً لإقناع الرئيس الحريري بوجهة نظره من خلال الضغوطات التي يمارسها عليه، إذا كان بمقدوره ذلك.