Site icon IMLebanon

مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك لعون: للاسراع في تأليف الحكومة

دعا مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك رئيس الجمهورية ميشال عون للاسراع في اتخاذ التدابير لتأليف الحكومة، طالبا من المعتصمين لتوخي الحكمة في تحركهم سلميا وحضاريا.

وكان المجلس قد اختتم أعمال دورته العادية الثالثة والخمسين، التي انعقدت في الصرح البطريركي في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة البطاركة والاساقفة والرؤساء العامين والرئيسات العامات.

وصدر عن المجتمعين بيان ختامي تلاه امين عام المجلس المونسينيور وهيب الخواجا، قال فيه: “بعد أن وجه صاحب الغبطة والنيافة باسم المجلس برقية الى قداسة البابا فرنسيس عن أعمال الدورة، وطلب بركته الرسولية عليها وعلى كنائسنا وشعبنا في لبنان، باشر الآباء بدراسة المواضيع المطروحة، وعرضنا واقع الإعلام في لبنان وتحدياته”، وأهمها: الشحّ في الأموال الذي يوصل الى الارتهان وغياب الحرية، وغياب القوانين التي تنظم الإعلام الالكتروني، ومشكلة الأخبار الكاذبة والإشاعات، ومعاناة الصحافة الورقية والمحطات التلفزيونية، وتدني مستوى البرامج التي تقدمها، وأهمية المواقع الالكترونية ومخاطرها، وبعض المشكلات المرتبطة بالسينما والمسرح، لا سيما ما يتصل منها بالتعرض للدين والأخلاق.

وأنهى كلامه مطالبا بضرورة رسم خطة للتنسيق بين وسائل الإعلام المسيحية تتناول موضوع الاعلام الكنسي وتحديث مهام اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام.

وعقب على العرض الكولونيل ألبير خوري متكلما عن مكافحة الجرائم المعلوماتية وموصيا بتنشئة الناس والشباب على حسن استعمال وسائل التواصل. ثم الدكتورة ميرنا أبي زيد متكلمة عن سرعة انتشار المعلومات في مواقع التواصل الاجتماعي وموصية بالتوعية على الاعلام في المدارس للتلاميذ والأهل وبتحصين الجميع أمام سوء استعمال وسائل التواصل.

كما استمعوا الى سيادة المطران بولس مطر، رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام يعرض لتعاليم الكنيسة حول وسائل التواصل الاجتماعي، منطلقا من أن الكنيسة الكاثوليكية قد وضعت نفسها في جو محاكاة العصر والحضور المتفاعل مع مستجداته المتنوعة. وبما أن وسائل الإعلام والتواصل قادرة أن تخدم الكنيسة في نشر الإنجيل، فإن عليها أن تستخدمها، وهي تعتبرها عطايا من الله، لتعلن للعالم رسالة الخلاص. غير أن الكنيسة لا تواجه شر الإعلام أو استعماله السيئ بل تؤكد أن هذه الوسائل بإمكاناتها واستعمالها الصحيح تصير عامل تقدم إنساني أكيد وترتقي من طاقات للحوار الى طاقات لتحرير الشعوب عبر قول الحقيقة وتبني قيم المساواة والعدالة والسلام.

ثم استعموا الى معالي الأستاذ ملحم رياشي الذي تناول الإعلام كرسالة يقوم بتأديتها إعلاميون من الواجب أن يتحلوا بقدر كبير من الثقافة والمعرفة الى جانب أخلاقيات وآداب ترعى ممارستهم لهذه المهنة. وشدد على دور المسيحيين والكنيسة في مواكبة تطور وسائل الإعلام والتواصل ليكون الإعلام الكنسي حاضرا في يوميات الناس. ثم اقترح على المجلس بعض التوصيات تتعلق باستحداث وزارة للحوار والتواصل وإنشاء مرصد للعائلة اللبنانية

وبعد المناقشة اعتبروا ان ما يشهده لبنان منذ 17 تشرين الأول هو انتفاضة تاريخية تجاوز فيها الشعب الانتماء الطائفي والمذهبي والحزبي الى الانتماء الوطني الذي كان القاعدة الأساسية لبناء لبنان الكبير منذ مائة سنة.

كما لاحظوا أن شباب لبنان وشعبه ما كانوا لينتفضوا لو لم يبلغ وجعهم حده الأقصى من المعاناة من الفساد وفقدان الثقة بالقادة السياسيين، ومن الانهيار الاجتماعي والاقتصادي وتغليب المحاصصة والزبائنية في الحكم السائدة منذ سنوات طويلة. فراحوا يطالبون بحكومة ذات مصداقية وفعالية، لكي تستطيع إجراء ما يلزم من إصلاحات في الهيكليات والبنى، ومن مكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة وضبط المال العام، وبتأمين التعليم وفرص العمل، وتوفير الضمانات اللازمة لمختلف فئات المجتمع.

ورأى المجتمعون في ظاهرة الاعتصام في الساحات والشوارع حدثا فريدا من نوعه في تاريخ لبنان. وإنهم إذ يتبنون المطالب المحقة، يدعون المعتصمين الى توخي الحكمة ليبقى تحركهم سلميا وحضاريا ولا يستغل سياسيا أو حزبيا أو إيديولوجيا، كما يدعونهم الى الابتعاد عن التشنج والعنف والكلام النابي. ويطالبون فخامة رئيس الجمهورية الإسراع في اتخاذ التدابير الدستورية الواجبة لتأليف الحكومة وحماية لبنان وسيادته واستقلاله ووحدة شعبه، والنهوض بالاقتصاد وبناء دولة القانون عبر اختيار أصحاب الكفاءات لخدمته، تجاوبا مع طموحات جميع اللبنانيين وبخاصة الشباب.

وعرض سيادة المطران ميشال عون حيثية التعديلات المقترحة على القانون الأساسي لرابطة كاريتاس لبنان، لا سيما ما خلصت اليه الدراسات التي تمّت حول أعمالها وما طرحته من اقتراحات، وبخاصة موضوع الفصل بين المهمة الرقابية والاستراتيجية والمهمة التنفيذية.”