احتجاجا على عدم دفع الدولة مستحقاتها المتراكمة منذ العام 2012 والبالغة مليار و400 ألف دولار، نفّذت المستشفيات الخاصة إضرابا تحذيريا ليوم واحد تحت شعار “صرنا على آخر نفس”، متوقفةً عن استقبال المرضى باستثناء الحالات الطارئة ومرضى غسل الكلى والعلاج الكيميائي، وذلك بناءً على دعوة نقابة اصحاب المستشفيات الخاصة ونقابة الأطباء، لأن عجزا ماليا يمنعها عن تسديد الفواتير للمستوردين الذين يعجزون بدورهم عن الاستيراد، مما أدى الى نقص في الادوية والمستلزمات والأجهزة الطبية وأدوية السرطان وغسيل الكلى. وأكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون “أننا في ظل أزمة صحية كبيرة ولدينا مهلة شهر أو شهر ونصف كحد أقصى قبل الوقوع في الكارثة”.
وتحت ضغط “الاضراب الاستشفائي”، أكدت وزارة المالية، في بيان، أن تم صرف “جميع مستحقات المستشفيات الخاصة والحكومية المحوّلة من وزارة الصحة العامة بالكامل وتحويلها إلى حسابات المستشفيات في المصارف. كذلك تم صرف المساهمات المقرّرة للمستشفيات الحكومية”. فهل تلبي هذه الخطوة حاجات القطاع الطبي والاستشفائي وتصل بالأزمة إلى خواتيمها؟
نقيب الاطباء شرف أبو شرف أوضح لـ”المركزية أن “العبرة من هذا الإعلان تكمن في التنفيذ، ونحن بانتظار إعادة فتح المصارف ابوابها للتأكّد من تفاصيله ومدى فاعليته وقيمة المبالغ التي صرفت والحسابات التي تم تحويل المستحقات إليها”، متمنيا أن “تكون الأمور وضعت على السكة الصحيحة، لأن هذه الازمة تطال المريض قبل غيره”.
وعن إمكان سحب هذه المستحقات من المصارف في ظل الظروف الراهنة، أكد “أننا مضطرون لانتظار استئناف اعمالها، لأن لا فكرة لدينا عن التفاصيل وقيمة المبالغ المحولة”.
وأشار إلى أن “نهاية الأسبوع الفائت تردد ان المصرف المركزي كان موافقا على تسديد جزء من المستحقات للمستشفيات والأطباء بقيمة مليار دولار تقريبا”، لافتا إلى أن “لا شك ان هذه الخطوة مهمة كبداية في حال التأكد من تلبيتها لحاجاتنا لنتمكن من الاستمرار بعملنا”.
وشدد أبو شرف على أن “المشكلة الأساسية بدء المعدات المتوافرة بالنفاد وعدم إمكان تلبية الحاجات لفترة طويلة. علاج المريض سيتاثر بالدرجة الأولى، نحن لن نتوقف عن معالجتهم لكن سنكون مقيدين بنقص في المعدات والمستحضرات الضرورية لنتمكن من إتمام واجبنا بشكل علمي وواف”، موضحا أن “كمية المعدات المتوافرة تتفاوت، بعضها يكفي لأسبوعين أو ثلاثة والبعض الآخر لشهرين أو ثلاثة. لكننا أمام مخزون يستنفد لذلك ننبه سلفا قبل الوصول إلى الضوء الأحمر”. وأشار إلى أن “بعض المعدات يتطلب استيرادها شهرين أو ثلاثة، لكن اعتقد أننا ما زلنا ضمن المهل التي يمكن أن نلبي فيها الحاجات”.
أما عن توقف بعض المستشفيات عن تقديم العلاج الكيميائي لمرضى السرطان، فلفت أبو شرف إلى انه “يتم تحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى لا يزال لديها بعض الادوية، وبعضها يرفض استقبال غير مرضاهم، وفي حال الحصول على المستحقات تؤمن هذه الادوية”.